هكذا يصنع المعطي منجب ومن معه “مناضلين من ورق”.. عبد اللطيف الحماموشي نموذجا

إذا كانت الحكمة يمكن تعلمها بثلاثة طرق: أولاً التأمل وهي الأنبل. ثانياً التقليد وهي الأسهل. ثالثاً التجربة وهي الأقسى، وفق مقولة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، فإن النصب والاحتيال والتدليس يمكن تعلمهم من خلال طريقتين فقط، وهي إما التقليد أو التجربة، ولأن الثانية تتطلب جهدا وصبرا ووقتا، فتبقى الأولى الأنسب لمن يريد احتراف المجال بسرعة.
هذا هو حال المدعو عبد اللطيف الحماموشي، الملقب بـ”غلام المعطي” منجب المتابع على ذمة قضية غسيل أموال، حيث أينما وجد المعطي أو أثير الجدل حوله، ستجد هناك الحماموشي حاضرا، لصيقا ومتطفلا، في محاولة يائسة منه للظهور في ثوب المناضل البارز، و”الرجل” الذي يعول عليه في جوقة “المسترزقين” باسم النضال الحقوقي، مقلدا بذلك “سيده” وأحد الصانعين له المعطي منجب، علّ الأخير يسلم له المشعل.
والحقيقة التي قد تغفل عن البعض لكن بالتأكيد يعرفها الكثيرون، هي أن الحماموشي لا رصيد أو تاريخ نضالي له، غير إقحامه بشكل عشوائي في مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من باب إعطاء “صفة النضال” لمن لا صفة له، ولا علاقة له لا من بعيد أو قريب بميدان الصحافة أو الإعلام.
بل الأدهى من ذلك، هو أن الحماموشي إن كان يتوفر على رصيد ما، فلن يكون سوى في الاحتيال والكذب والتزوير، حيث سبق أن قام بتزوير صفحته الفيسبوكية، فجعلها باسم شخصية أمنية معروفة في المغرب، كما سبق لنفس الشخص أن ادعى زورا أنه كان شاهدا على اعتقال المعطي منجب في أحد مطاعم حي حسان بالرباط، قبل أن يقوم المسمى رضا بنشر تدوينة يتحدث فيها عن وجوده رفقة منجب لحظة اعتقاله، كما تبين من خلال صورة مسربة ملتقطة من طرف كاميرات المراقبة بذات المطعم، أنه قبل اعتقال المعطي، كان الأخير برفقة المدعو رضا لوحدهما ولا أثر للحماموشي معهما على الإطلاق.
كما تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن ادعى الحماموشي كذبا وبهتانا أنه تعرض لوابل من الضرب في إحدى الوقفات بالرباط على يد سبعة أفراد من رجال الأمن، قبل أن يتبين أن ذلك كله كذبا حسب ما جاء في نفي لمصدر أمني، إلى جانب أن شريط فيديو موثق للوقفة، كشف أن ما ادعاه الحماموشي لا يعدو كونه كذبا وتمثيلية مفضوحة، حيث تعمد السقوط على الأرض دون أن يمسه أحد أو أن يستفرد به رجال الأمن حسب روايته الكاذبة.
هذا بالإضافة إلى كونه “نكرة” في مجال النضال الحقوقي كما يعلم ذلك المقربون منه قبل عامة الناس، حيث تارة يقدم نفسه بصفة طالب في كلية الحقوق، وتارة ناشط حقوقي، وتارة صحافي، وحين طلب منه يوما أن يكشف عن المنبر الذي يعمل فيه، سارع إلى إضافة لفظة “مستقل” أمام عبارة “صحافي” حتى يبرر نشاطه العشوائي المدعوم من “سيده” المعطي منجب، الذي جعل منه مجرد بيدق يفعل به ما يحلو له، بعدما أصبح منذ مدة طويلة يتوسط له لدى بعض المنابر الإعلامية المشبوهة لتنشر له مقالات موقعة باسمه صار الجميع يعلم كاتبها الفعلي.
وإلى جانب هذا كله، ستجد الحماموشي أن لا شغل ولا مشغلة له، غير التغريد والتدوين بشكل مناسباتي وفقط في القضايا التي يعتقد هو أو “سيده” أنها ستكوّن له رصيدا محترما أو تصنع منه إسما وسط من راكموا “تجربة معتبرة” داخل “الجوقة” إياها، وهذا ما يفسر إقدامه على التعليق على قرار سحب جواز السفر من منصف المرزوقي في تدوينة أقل ما يمكن القول عنها أنها مفعمة بـ”التبحليس” و”التطبيل” و”التملق” للمرزوقي مستعملا عبارات التأكيد واليقين حول “خصاله” و”طباعه” محاولا إيهام متابعيه أنه يعرف الرجل معرفة جيدة، خصوصا وأنه أرفق التدوينة بصورة برفقته تعود إلى سنة 2019، وكأنه يقول بصوت عالي: “أنا واعر، شوفوني معمن كنتصور ومعامن كنتلقى”، “حتي أنا واعر بحال عمي المعيطي”.
خلاصة القول أن عبد اللطيف الحماموشي، مناضل من ورق ونموذج حي لـ”المناضل البيدق”. شخص لا يفقه شيئا، لا رصيد نضالي له، لا رصيد معرفي له، ولا حتى كفاءة مميزة تذكر له. هو فقط شخص يُملى عليه ما يجب أن يقوم به لحساب أسياده، مع مواعدته للحصول على امتياز أو امتيازات معينة خارج أرض الوطن على غرار ما حدث مع عفاف برناني، فتيحة أعرور وهشام المنصوري وغيرهم. ولأن لا صفة أو رصيد له، سيساعدونه في تكوينهما بالأساليب السالفة الذكر (مقالات مدعومة موقعة باسمه، تدوينات وتغريدات مكتوبة سلفا من طرف أسياده، وبضع صور هنا وهناك رفقة بعض الشخصيات المعروفة حتى تكسبه شيئا من المصداقية).