زكرياء مومني يكذب بصدق حينما لم يخبرنا أنه مكث بمخفر الشرطة الكندية إلى غاية الثالثة صباحا

زكرياء مومني يعتمد تقنية المونتاج حتى في حركاته وسكناته، اندس بين مغاربة مونتريال وهم في غمرة الاحتفال بالذكرى ال23 لعيد العرش المجيد، لا لشيء حتى يعكر عليهم صفو اللحظة ويذكرهم بأن العدميين خلقوا في هذه الحياة لرفع شعار “إن عاكسنا”.

طبعا الكل تابع مآل تهجم النصاب مومني على المغاربة من نساء ورجال ممن حضروا الاحتفالات، بأحد الساحات العمومية بمونتريال وعلى مرأى ومسمع من الشرطة الكندية. وكأي متوجس من العقاب تراه يترنح يمينا وشمالا لدفع التهمة عن شخصه، سارع مومني للاستنجاد بأبيه الروحي محمد حاجب طالبا منه النصح والإرشاد لكي يتنصل من فعلته، وكأن حال لسانه يقول، “وحاجب فكني من هاد الفتوة ديالك هانا درت بريك وهجمت عليهم ودبا اش ندير”.

ولتوريطه أكثر، اتفق العدميان مومني وحاجب على الاستمرار في “دفع الصنطيحة” والضحك على ذقون المغاربة الذين خَبِرُوا جيدا مخططات حاجب لزرع الفتنة والتواري إلى الخلف، وما أقدم عليه من تحريض وتجييش المعتقلين بسجن الزاكي بسلا لاعتلاء سطح المبنى لا خير دليل على ذلك.

مومني وحاجب أنتجا خطابا بليدا على قناتيهما منذ أيام لإقناعنا أن زكرياء مومني لم يتورط في أية أعمال شغب وعنف وأنه غادر فضاء الاحتفالات بعدما حظي بشرف حرص الشرطة الكندية على تأمين خروجه سالما من بين جموع المغاربة وكأن المعني بالأمر ولج مسلخ “الداخل ليه مفقود والخارج منو مولود”.

لكن حبل الكذب قصير جدا، فجنبات الساحة العمومية بمونتريال الكندية حيث أقيمت احتفالات عيد العرش كانت مليئة بمغاربة أحرار، ممن حضروا وكانوا شهودا على عنجهية مومني اتجاه أبناء وطنه. علي علاوي واحد ضمن هؤلاء الذي حاول ثني الملاكم المزعوم عن التورط في حماقات قد لا تحمد عقباها، إلا أن غله الدفين ضد بلده كان أكبر من أن يدفعه للانسحاب بكرامة حتى استدعى المغاربة الشرطة الكندية، التي اعتقلته واقتادته نحو مخفر الشرطة دون أصفاد، وهو ما اعتبره “ولد الكاطريام” ليس باعتقال نظرا لافتقار المشهد إلى أصفاد حديدية تثبت واقعة الاعتقال.

فبعجالة وبحسب ما ينص عليه دليل الشرطة الكندية، الاعتقال باللجوء إلى تصفيد أيدي الموقوف من عدمه إنما تعود فيه السلطة التقديرية للشرطي، حيث يعتمد على هذا الإجراء حماية لنفسه أو خوفا على الموقوف من إيذاء نفسه.

مومني الذي يتحرك بإشارة من الشيخ حاجب، لم يتوانى في توثيق لحظة الاعتقال بهاتفه ليستعملها لاحقا كدليل إثبات على أنه غادر مسرح الجريمة كشخصية vip هرعت الشرطة لنجدتها من محاولة اغتيال وشيكة وأبعدتها في حدود ال500 متر عن المكان. وواقع الحال وما تفنن المعني بالأمر في إخفائه بحسب شهادة الناشط المغربي المقيم بكندا علي علاوي، فإن هذا العدمي ظل معتقلا بمخفر الشرطة بمقاطعة كيبك، وبطلب من شرطة مونتريال إلى غاية الثالثة صباحا من اليوم الموالي، بعدما تقاطرت شكايات ضده من ضحايا عنفهم ومنهن سيدتين إحداهن نقلت على وجه السرعة صوب المستشفى لتلقي العلاج وانتهى بها المطاف أن مُنِعَتْ من طرف الأطباء من المشاركة مستقبلا في أي نشاط أو تظاهرة وطنية قد ينظمها مغاربة كندا. فزكرياء مومني الذي زرع الخوف والهلع بين صفوف المغاربة في ذكرى سنوية عزيزة على قلوبهم إنما آن له الآوان أن يتسلح بمحامي محنك كي يدافع عنه، لأن في انتظاره سيلا من الشكايات وعريضة في طور التحضير تتضمن توقيعات مغاربة كندا للمطالبة بترحيله من الديار الكندية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى