خديجاتو محمود: دفاع وزيرة الخارجية الإسبانية سابقا عن إبراهيم غالي فتح الجرح من جديد وكأنما أتعرض للاغتصاب للمرة الثانية

كيف يمكن لامرأة من بنات جنسي أن تدافع عن مغتصب النساء ومرتكب لسلسة من الجرائم ضد الإنسانية؟ تتساءل باستغراب خديجاتو محمود، إحدى ضحايا إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، التي اغتصبها هذا الأخير داخل مكتبه بسفارة الجمهورية الوهمية بالجزائر عام 2010.

وإمعانا في إعلاء صوت الجلاد في مواجهة الضحية، لم تجد وزيرة الشوؤن الخارجية الإسبانية سابقا أرانشا غونزاليس لايا أي حرج في الدفاع على مغتصب النساء، واعتبار دخوله الأراضي الإسبانية للاستشفاء ضرورة إنسانية غير نادمة على اقترافها، متناسية أن المعني بالأمر ارتكب أبشع الجرائم في حق الإنسانية نفسها دون أن يرف له جفن، تستطرد المناضلة الصحراوية خديجاتو محمود.

وغير بعيد عن هذا السياق، استنكرت ضحية غالي التصريحات الأخيرة التي جاهرت بها الوزيرة الإسبانية التي تمت تبرئتها مؤخرا من جريمة التستر على دخول مجرم الحرب إلى إسبانيا بهوية مزورة.

وطمعا في تحقيق العدالة، لجأت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء خديجاتو محمود إلى القضاء الإسباني حيث وضعت شكاية في مواجهة مغتصبها إبراهيم غالي عام 2010، ومنذ ذلك الحين وهي تتبنى ملف النساء المغتصبات والمضطهدات داخل مخيمات تندوف للدفاع عنهن مما يقاسينه من وحشية يرتكبها إبراهيم غالي وأزلامه في حقهن.

فخروج أرانشا غونزاليس كامرأة للدفاع عن مغتصب النساء ومجرم متسلسل ضد الإنسانية قد فتح الجرح من جديد وكأنما أتعرض للاغتصاب مرة ثانية، تتحدث خديجاتو بنبرة ملؤها الحسرة والصدمة. فبأي معنى تعتبر الوزيرة الإسبانية نفسها سيدة تصطف إلى جانب الحركة النسوية؟

أما عن ازدواجية المواقف المعبر عنها من طرف القادة والمسؤولين الإسبان داخل البلاد وخارجها، فأنا لا استوعب ذلك، تضيف الناشطة النسائية خديجاتو المستقرة حاليا بإسبانيا، هل انتماء هؤلاء النسوة إلى الصحراء يجعلن منهن غير جديرات بالدفاع عن حقهن ضد الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضن لها يوميا من طرف عصابة البوليساريو؟ هل من العدل في شيء أن توضع هؤلاء المغتصبات داخل سجون الجبهة وكأنهن السبب في انتهاك حرمة أجسادهن؟ أم أن من أبجديات حقوق الإنسان أن يخضعن لعمليات الختان وغيرها من الممارسات الفضيعة على يد أطباء الجبهة الانفصالية؟

فحتى آخر رمق، تؤكد خديجاتو، لن يهنأ لي بال حتى أرى مغتصبي إبراهيم غالي في السجن حيث لن يشكل بعد ذلك أي تهديد للنساء.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى