منتدى حقوقي يكشف جرائم وحشية جديدة لعصابة البوليساريو في حق الأطفال
في مشهد أصبح يتكرر يوميا، كشفت منظمة “فورساتين” عن فضيحة إنسانية مروّعة تُرتكب داخل مخيمات تندوف، حيث تحوّلت طفولة بريئة إلى وقود لحرب عبثية تقودها جبهة البوليساريو. فبعيدًا عن مقاعد الدراسة والحق في الطفولة، يُقتاد الأطفال قسرًا إلى متاحف عسكرية مشبعة بالأسلحة والدعاية الحربية، في مشهد لا يمكن وصفه سوى بعملية ممنهجة لغسل الأدمغة والتجييش العدواني.
وحسب ما وثقته فيديوهات صادمة نشرها المنتدى، فإن ما تُطلق عليه الجبهة “رحلات استكشافية تعليمية” ليس إلا غطاءً واهنًا لعملية خطيرة من التعبئة الإيديولوجية، تُستغل فيها براءة الصغار لتغذية حقدٍ أعمى تجاه المغرب، تحت ستار الوطنية المزيفة.
ما يحدث في هذه الرحلات، وفق الشهادات المروعة، لا يمت بأي صلة للعمل التربوي؛ بل هو عرض دموي يقوده قادة الجبهة لإدخال الأطفال في نفق العنف الممنهج. يتجوّل الأطفال بين الدبابات والصواريخ والألغام، ويمرّون داخل قاعات مكتظة بصور بشعة لأشلاء وجثث، في محاولة بائسة لتطبيع العنف في عقول لا تزال تتعلم النطق، بدل أن تنشغل باللعب والحلم.
الصدمة الأكبر جاءت من لسان أحد عساكر الجبهة، الذي لم يتردد في مخاطبة الأطفال بعبارات تحريضية خطيرة قائلاً: “عليكم أن تكبروا لتنتقموا”، مضيفًا أن “البوليساريو تنتظر منكم اختراع أدوات لإسقاط طائرات الدرون المغربية”. هذا التصريح وحده يُفصح عن الإفلاس العسكري للجبهة، التي لم تجد سوى أطفال المخيمات لتُحمّلهم فشلها الذريع على الأرض.
ما يجري في تندوف ليس فقط انحرافًا أخلاقيًا، بل جريمة مكتملة الأركان تخالف كل المواثيق الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف واتفاقية حقوق الطفل، التي تجرّم إشراك القُصّر في النزاعات المسلحة أو تعريضهم لأي بيئة قتالية. ومع ذلك، تصرّ الجبهة على المضي قدمًا في هذا النهج الهمجي، بلا حسيب ولا رقيب.
أين المجتمع الدولي من هذا الجُرم؟ كيف يمكن السكوت عن أطفال يُساقون كالقطعان إلى بيئات خطيرة، يُلقَّنون فيها أيديولوجيا الكراهية بدل التعليم؟ أين الضمير العالمي من مشاهد طفولة تُغتال يوميًا على مرأى ومسمع، بينما يُفترض أن يكون هؤلاء الصغار في مدارسهم، بين دفاترهم وألوانهم، لا في معسكرات الغُلو والتحريض؟



