عبد المجيد تبون/فلاديمير بوتين.. حينما يتمسك العسكري بأهداب مُسَلِّحِهِ الصنديد لتجزيء الصحراء المغربية (كاريكاتير)

“نقضيو بالموجود أما الثقيل نخبعوه لدواير الزمان”، في عُرف الواهمين بإتقان أبجديات الحرب الباردة يتهيأ لهم أن الدفع بالمناورات ذات المفعول اللحظي قد يبعثر أوراق الطرف المستهدف بها، بل وقد تُدْخِلُهُ في حالة من الجمود أو حتى الرعب لكون المتربص به يتعامل معه بمنطق إطلاق “القفشات” من حين لآخر. وحينما يشتد الجزع بالمناور كون قفشاته لم تأتي أكلها، يستنجد بمن يرى فيهم الصلابة والقوة علهم يُعِينُوهْ  على إضعاف عدوه.

هذا المنطق في تصفية النزاعات “الوهمية” إنما ينطبق حرفيا على تحركات النظام الجزائري الأخرق في استهدافه لكل ما هو مغربي. فلكم حَبَكَ من المناورات الشيطانية وهو يطلق عقيرته للصراخ داخل الهيئات الأممية طمعا في شرعنة تقسيم الوحدة الترابية للمملكة لصالح صنيعته جبهة البوليساريو الانفصالية دون نتيجة تذكر. ولكم خاض ولازال يخوض ذبابه الالكتروني للحروب الافتراضية بالنيابة عنه في أفق تكريس صورة الجزائر كبلد يرفع حكامه من شأن تقرير الشعوب لمصيرها، وفي الجهة الشمالية للبلاد تعيش منطقة القبايل تحت حكم نظام الكابرانات بالغصب وهي المطالبة باستقلالها عن الجزائر منذ 22 سنة، دون أن تناله لأن حكامها يروا في ذلك شرخا في مكونات الهوية الجزائرية، أما ما عداهم وتجاوز حدودهم فقد نسميه من منظورهم القائم على التلاعب بالمسميات والأحداث التاريخية ﺑ “تقرير المصير”.

وتقريرا  منه لمصير حفنة من المتشردين بالصحاري، انطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في رحلة جوية صوب روسيا للقاء نظيره فلاديمير بوتين، في زيارة رسمية دامت لأيام أجندتها مزدحمة بالانشغالات المشتركة للجانبين، أو على الأقل هذا ما وصلنا من أصداء عبر أبواق العسكر. إنما من خَبِرُوا  كواليس الزيارة عن كثب، يعون جيدا أن دوافعها الخفية تقوم على طلب الدعم الروسي للانفصاليين المنتشرين بالصحراء المغربية وحشد مساندة بوتين لهم في المحافل الدولية ضدا في المغرب وفي وحدة أراضيه.

وعلى مدار المباحثات الثنائية، لاحظ المتابعون للشأن السياسي الدولي، أن دهاء بوتين كان باديا على محياه وهو يتعاطى مع هلوسات ضيفه الجزائري عبد المجيد تبون، لاسيما في محطات زَوَّرَ من خلالها تاريخ العلاقات الجزائرية- الروسية بلا استحياء، وما كان من الجانب الروسي إلا أن تفاعل معها بضحكة خفيفة ضَمَّنَهَا كل البؤس الذي يعتريه في حضرة بلادة رئيس دولة تتشدق بكونها قوة إقليمية ضاربة.

وحينما استجمع ممثل العساكر بموسكو قواه واستدعى ملكة الشجاعة في نفسه فتح النقاش مع نظيره الروسي حول النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، لعل الانزلاق إلى التملق والمديح المبالغ فيهما منذ أن وطأة قدماه التراب الروسي تفي بالغرض وتروض قلب زعيم الكرملين كي يدفع بالطرح الانفصالي داخل أورقة الأمم المتحدة. إلا أن رَبَاطَةْ جَأْشْ بوتين التي لم تفلح نزاعاته المتوالية مع القارة الأوروبية بأكملها في تغيير مواقفه السياسية، كانت كفيلة بأن يرد ضيفه الجزائري خائبا وأن يدفع بحل سياسي سريع للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية تحت المظلة الأممية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى