بعد “الشاي التضامني” داخل فيلا محمد زيان .. الرفاق يحتسون “نخب” سليمان الريسوني

هل أتاك حديث المنافق؟!!.. إن من تبعات سقوط أقنعة المتدثرين بثوب الملائكة المنزلة من السماء، أنهم يخلفون في النفوس الشك والريبة الدائمتين، فتغدوا العقول حَيَارَى والأفئدة محترسة طوال الوقت، وبشكل مبالغ فيه أحيانا. والنتيجة كما لا نتمناها، لا نستطيع التمييز بين الشفاف وبين ذي الوجهين أو حتى أن نتبين حدود الشياطين من حدود “الملائكة”- إن وجدت أصلا على هذه البسيطة.

النبيذ يا سليمان؟!! كيف أمكن لك ذلك؟؟ ألم تشكو لنا خلود المختاري غير ما مرة هوان صحتك داخل السجن من فرط الإضراب عن الطعام؟ أولم يكن حريا بك أن ترمم أولا صحتك المتهالكة – زعما- وتمنحها فترة نقاهة كافية وسيلا من الفيتامينات والمعادن، ثم لك أن تفكر في الخمور وما جاورها من موبقات؟ الخمر على معدة فارغة.. هل يمكن؟؟ يبدو أنك لم تفتقد شيئا داخل السجن غير النبيذ يا ماكر وما أن غادرت الزنزانة حتى شربت والرفاق نخب معانقتك “القنينة” من جديد. ما قول أخيك العلامة أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في النازلة؟؟ وكيف للرجل أن يفتي في الواقعة طالما العائلة تضم بين ظُهرانيها “نواقض الدين ونواقصه”، انطلاقا من مغامرات هاجر الريسوني في بلاد السودان، مرورا بيوسف الريسوني، صاحب أبشع مواقعة بالعنف في واضحة النهار خلال شهر رمضان عام 2014 داخل مقر الجمعية المغربية “لانتهاك” حقوق الإنسان، وصولا إلى فخر العائلة سليمان الريسوني.

إننا عندما نضع أصبعنا على مكامن العلة والخلل، نُعتبر في حُكم الوقحين أو حتى المشهرين بعورات الآخرين، فتثور ثائرة حراس معبد حقوق الإنسان. وهنا تتضافر الجهود للإيقاع بالوطن كاملا لأنهم “بغاوها سايبة”. ونحن نصر على فضح ازدواجية المواقف وهم يصرون على تكريسها أكثر فأكثر إلى أن يقعوا في شر أعمالهم. وها هي قنينة خمر معتق، ضيفة شرف وليمة دسمة خانت مؤرخ الرفاق المعطي منجب، وهدمت قِلاَعًا بُنيت من رمال البحر لا يسكنها إلا “المثاليون” ممن يعاقرون الخمر ليلا ويخرجون صباحا من سراديبهم كطُرُودْ النحل للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومزيد من حريات “الصعاليك”.

نستطيع تَمَثُّلْ مشهد تقريع الرفاق للمعطي منجب على خفة يده عندما قرر نشر صورة مجمع المشاوي والخمر دون الرجوع إليهم. لكن لا نستطيع أبدا تصور خفة اليد إياها وهي تحذف الصورة الفاضحة في لمح من البصر. ماذا دهاك يا المعطي؟؟ ألا تعي جيدا أن الأعين علينا وعلى ازدواجيتنا المقيتة؟؟ ألا يمكن أن أنتشي بخمرتي التي افتقدتها في السجن دون أن تفضحني وأنا أعتبرك شيخ الرفاق وأكبرهم سنا وعقلا؟.

الأمر كان ليمر بسيطا لو أن المعطي منجب، راعي الحريات الفردية والمنافح عنها باستماتة، ترك الصورة كما هي دون أن يطالها مقص التوضيب والفبركة، لأن “اللي كيشطح ما كيبخع وجهو”. لكنهم تجار حقوق الإنسان والدين كما نعرفهم ويعرفون أننا نعرفهم عز المعرفة. إنهم الصعاليك ممن يستلبون عقول ضعاف البصر والبصيرة ويهمسون في أذانهم “نحن والزهد في الحياة سواء”، وما محيانا إلا للدفاع عن مقومات مدينة “أفلاطون” الفاضلة. وما أن تُغادر الشمس الأفق حتى يهرولون كل إلى عوالمه السرية لممارسة أنكى العادات برعاية الخمر والميسر والأزلام.

وختاما، أحاول لجم أفكاري ما استطعت، لكن لا أعرف لماذا أشتم رائحة ذئب متأسلم متعصب وَكَّلَهُ الرفاق دور ساقي النبيذ، ومن موجبات الرِفقة الأصيلة أن نُوَضِّبَ الصورة ونحذف قنينة الخمر على يساره حتى نكفيه سواد الوجه.. السير في جلباب أئمة الدين واحتساء الخمر في مجالس العدميين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى