وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. إريك زمور ذي الأصول الجزائرية يقصف كابرانات “القوة الضاربة”ويذكرهم بأن فرنسا من صنعت الجزائر ومنحتها حدودا وعلما

إذلال ما بعده إذلال ذاك الذي باتت تتعرض له الجزائر، بحيث أصبح الكل يمرغ بها الأرض بسبب نظامها الحاكم المفلس، لأنه لم يقود البلاد والعباد إلا نحو الهلاك.
هذا الحديث يجدد مبرراته إثر الانتقادات اللاذعة التي وجهها إريك زمور المرشح لرئاسة فرنــسا، وهو من أصول جزائرية، لنظام الكابرانات، حيث ذكرهم بأن لفرنسا أفضال عديدة على الجزائر، لأنها هي من صنعت شيئا اسمه الجزائر وأخرجتها من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومنحتها حدودا وعلما.
خرجة زمور جاءت لتعزز رأي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حقيقة الثقل التاريخي للجزائر كدولة، يتبجح اليوم حكامها بكونها “قوة إقليمية”، في حين لم تراكم تاريخا مشرفا قد يساعدها على استشراف المستقبل.
وفي سياق تصحيح المغالطات بشأن تاريخ الجزائر المزعوم، تابع مرشح الرئاسيات الفرنسية، أن فرنسا تبنت الجزائر وخصتها بمعاملة الأم الحنون، في وقت لم تتجاوز كثافتها السكانية 2 مليون نسمة عام 1830، بفعل حالات الوفيات الكثيرة المنتشرة آنذاك بين الجزائريين بسبب الأمراض والطاعون. ولأن فرنسا هرعت لنجدة الجزائر عبر تعبئة كل إمكانياتها من أدوية وأطباء، قفز التعداد السكاني بالجزائر إلى 10 مليون نسمة عام 1962.
وبعد ذلك، يضيف إريك زمور: “أتينا بهم إلى فرنسا وعلمناهم ونظفناهم من الأوساخ وأسكناهم منازل بدل براريك البهائم، لكنهم وبدل العمل أصبحوا لصوص وقطاع طرق..”.
ولإضفاء المصداقية على كلامه، وعد إريك زمور بالكشف عن المزيد من الحقائق الغائبة عن العالم بخصوص حقيقة الجزائر، إذ قال: “سنكشف عن الأرشيف و عن المراسلات التي كانت وقتها بين الإدارة المركزية بفرنــسا والإدارة بالجزائر حتى يعرف الجميع حقيقة الوضع وكيف ترك العثمانيون هذه البقعة من إفريقيا”، ومن خلال كلامه لابد أن المراسلات بينهم كانت تصف الوضع بدقة لأن في ذلك الوقت لم يكن أخذ الصور والفيديوهات مثل يومنا هذا.
وأمام هذا الوضع، فلا مجال للحديث عن الكرامة والمكانة المحترمة التي قد تحظى بها الجزائر بين دول العالم، لأن فرنسا مرغت بسمعتها الوحل بسبب نظام حاكم فاشل أغرق البلاد في سيل من الاحتجاجات الاجتماعية لا مخرج يبدو لها في الأفق سواء القريب، المتوسط أو حتى البعيد، فضلا عن السمعة السيئة في المحافل الدولية. لكن رغم ذلك، ننتظر من الكابرانات إن تبقت لهم ذرة من الكرامة أن يردوا على فرنسا ويدفعوا عنهم هذا الإذلال الخطير لأرضهم وشعبهم، لأن الفرنسيين، لا محالة، أثبتوا أنهم أكثر شعب يعرف الجزائر على حقيقتها.