الرئيس اللبناني يؤكد أن تداعيات الأحداث الأمنية الأخيرة في العاصمة بيروت طويت ولا عودة للحرب الأهلية

قال الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، إن ” تداعيات الأحداث الأمنية الأخيرة في العاصمة بيروت طويت ، ولا عودة للحرب الأهلية في لبنان، برغم وجود تعكير دائم للجو العام في البلاد ” .
وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت في 14 أكتوبر الجاري ببيروت ، بشارع “الطيونة” الواقع بين منطقتي الشياح (ذات أغلبية شيعية) ، وعين الرمانة (ذات أغلبية مسيحية) ، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 32 آخرين.
وتعد هذه المنطقة من مناطق خطوط التماس السابقة في زمن الحرب الأهلية التي شهدها لبنان ، والتي استمرت 15 عاما ، ما بين عامي 1975 و1990 ، وراح ضحيتها 150 ألف قتيل و300 ألف جريح.
ونقلت وسائل إعلامية محلية ، عن الرئيس عون في كلمة ألقاها أمس ، تشديده ، على ضرورة إنشاء ” ميغاسنتر” ، لتسهيل عملية التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة، في ظل الضائقة المالية الحالية التي قد تمنع الكثيرين من الوصول الى مناطقهم للاقتراع.
وحول التعطيل القائم لعمل الحكومة في ظل التفاوض مع صندوق النقد الدولي، أشار الرئيس عون الى أن اللجان المسؤولة عن تحضير الملفات والتفاوض ، مازالت تقوم بعملها.
لكن ،كما قال عون ، إن ” مجلس الوزراء لا يعيش فقط من خلال اللجان، وعليه العودة الى الاجتماع سريعا لتحقيق خطوات عملية وجدية تريح المواطنين ، ولإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي “.
من جانب آخر ، أكد الرئيس اللبناني دعمه للإعلام، ” بعيدا عن الشتائم” ، معتبرا أن ” الإعلام الحر الصادق هو بمنزلة ،بوصلة ، للمسؤول يساعده في اتخاذ قراراته، وإذا لم يقم بهذا الدور، يضر الإعلام نفسه ” .
وطالب خلال استقباله لوفد عن المجلس الوطني للإعلام برئاسة عبد الهادي محفوظ، الاعلام بممارسة النقد البناء، وأن ” تكون حرية الإعلام تحت سقف الحقيقة مهما كانت هذه الحقيقة “.
وأشار عون الى انه عقب أحداث الطيونة وما شهدته، أجرى اتصالات بالأطراف المعنية ، وليس بطرف واحد ، بغية تهدئة الأمور، لافتا الى انه في ضوء النقاشات التي شهدتها الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، ارتأى رئيس الحكومة عدم الدعوة الى جلسات جديدة قبل حل المشكلة بشكل ملائم.
من جهة أخرى، أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، عن تطلعه لمعاودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء في أقرب وقت، وذلك عقب توقفها منذ نحو أسبوعين بسبب خلافات داخلية . وقال ميقاتي خلال اجتماع تحت عنوان ” نحو الاصلاح والتعافي ” ، نظم في مبنى السرايا الحكومية في بيروت ” نتطلع إلى معاودة جلسات مجلس الوزراء ، لإنجاز المطلوب من الحكومة وفق ما أعلنت عنه في بيانها الوزاري “.
واستطرد قائلا ” إنني على يقين في هذا الظرف الاستثنائي ، أن الخروج من الأزمات المتراكمة يمر من خلال دعم الإدارة العامة وتحصينها ضد الفساد ، وتركيز الجهود لتفعيل أدائها ، ورفع نسبة الشفافية في ممارساتها”.