بعدما أنكرت لعقود صلتها بملف الصحراء المغربية.. أمريكا تضع الجزائر في قلب النزاع (هشام عبود)

لم يعد يخفى على أحد أن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يقف ورائه النظام الجزائري، الأب والممول الخفي لجبهة البوليساريو الانفصالية. لكن، في العلن، يتعنت الكابرانات وينكرون أي صلة أكانت مباشرة أو غير مباشرة بالملف، وآخرها اللقاء الخاص الذي أجرته قناة الجزيرة، الأسبوع المنصرم، مع الرئيس عبد المجيد تبون، ناكرا جملة وتفصيلا علاقة بلاده بملف الصحراء المغربية، بينما وجه كل اللوم إلى إسبانيا لأنها عبرت صراحة عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية.
وتبعا لذلك، لفت المعارض الجزائري هشام عبود، انتباه نظام بلاده المنخرط، بلا هوادة، في حملة شعواء ضد المصالح العليا لجاره المغرب، إلى أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحاصلة بأبعد نقطة في الأقاليم الجنوبية بالمغرب لا تعرف مثيلتها أغنى مدينة بالجزائر وهي حاسي مسعود، منجم البترول الجزائري بامتياز. هذه المدينة البترولية لا تتوفر حتى على سكة حديدية، بينما مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية أصبحت تتوفر على كلية الطب.
والحال كذلك، لم يكن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء اعتباطيا، يستطرد ذات المتحدث، فقد أيقنت الإدارة الأمريكية أن الأقاليم الجنوبية هي منطقة قائمة بذاتها وتتوفر على كل سبل العيش الكريم تحت السيادة المغربية. وصار السؤال عن الموقف الجزائري من مخطط الحكم الذاتي أمرا ملحا بالنسبة لها، وهو ما شكل أهم نقاط أجندة المحادثات الهاتفية التي جمعت وزير الخارجية الجزائري المعين حديثا أحمد عطاف، منذ يومين، بنائبة نظيره الأمريكي السيدة ويندي شيرمان، والتي طالبت النظام الجزائري من خلاله بتوضيح موقفه من مخطط الحكم الذاتي. فضلا عن هذا، يقول عبود، تنتظر الخارجية الأمريكية من قصر المرادية أن يلعب دورا في حل النزاع القائم حول الصحراء المغربية، عبر دعم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا في دفع حل سياسي دائم للنزاع.