“معنا أو مع الإرهاب”… واشنطن تضع الجزائر والبوليساريو أمام لحظة الحقيقة

في تحول بالغ الدلالة، أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون، وبدعم مشترك من النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، عن تقديم مقترح قانون في الكونغرس الأمريكي لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية، مستندا إلى تقارير موثقة وقرائن دامغة تُثبت تورط الجبهة في تحالفات مشبوهة مع إيران، حزب الله، وتنفيذها أعمالا تُهدد الأمن الإقليمي والدولي.
النائب ويلسون نشر تفاصيل المبادرة على حسابه في منصة “إكس”، واصفا البوليساريو بأنها “ميليشيا ماركسية توفر موطئ قدم استراتيجي لإيران في إفريقيا”، ومشيرا إلى أن هذا التحرك التشريعي يأتي حفاظا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وعلى رأسهم المملكة المغربية الحليف التاريخي لأمريكا منذ 248 سنة.
المقترح، المدعوم من الحزبين، يستند إلى وثائق ومعلومات استخباراتية عن تدريبات تلقاها عناصر الجبهة في تندوف من ضباط في حزب الله شاركوا في عمليات قتل جنود أمريكيين في العراق. كما أبرز التقرير استعمال البوليساريو لطائرات مسيّرة إيرانية، واحتضانها لقمة جمعت عناصر من حزب العمال الكردستاني (PKK) المصنّف بدوره كمنظمة إرهابية في أمريكا.
هذا المقترح يذهب أبعد من البوليساريو ذاتها، إذ يُسلّط الضوء على الدور الحاضن والمموّل للنظام الجزائري، الذي لم يعد فقط داعما لمشروع انفصالي مسلح، بل صار متهما رسميا أمام الكونغرس الأمريكي بكونه راعيا للإرهاب، وممكّنا لقوى معادية للولايات المتحدة من التمدد في عمق إفريقيا وعلى مرمى حجر من أوروبا.
إما مع المغرب… أو مع الإرهاب
إن طرح هذا القانون في هذا التوقيت، وبهذا الوضوح، يبعث برسالة قوية إلى المنتظم الدولي: لم يعد هناك مجال للمناورة أو الجلوس في المنطقة الرمادية. المسألة لم تعد “نزاعا إقليميا” كما تحب بعض الجهات وصفه، بل ملف أمني بامتياز، تتقاطع فيه الميليشيات، الإرهاب العابر للحدود، التهريب، والتحالفات الجيوسياسية المهددة للاستقرار العالمي.
لقد حان الوقت ليحسم العالم خياراته: هل أنتم مع المغرب، الشريك الأمني الموثوق والمستقر في شمال إفريقيا، أم مع البوليساريو، الذراع الانفصالية المسلحة لإيران والجزائر وحزب الله؟
هل أنتم مع من يحمي الغرب من التهديدات، أم مع من يمهّد الطريق لوكلاء الإرهاب؟
إنها لحظة فرز تاريخية تختبر صدقية الشعارات الغربية في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه.
ما يُحاول المغرب كشفه منذ عقود صار اليوم موثقا أمام برلمان أقوى دولة في العالم. ولا يتعلق الأمر فقط بقضية وطنية، بل بقضية أمن دولي، حيث لا مكان للمجاملات. فكل طرف يتعامى عن هذه الحقائق أو يواصل دعم مشروع البوليساريو، سيكون شريكا موضوعيا في التمكين للإرهاب.