الكابرانات صنفوا حركته ﺑ “الإرهابية”.. أمريكا تستقبل فرحات مهني بالأحضان على مرأى ومسمع من ساكن قصر المرادية وعساكره

لم يدخر النظام الجزائري جهدا ولا مناورات إلا ووظفها في سبيل إضعاف حركة الماك المطالبة باستقلال منطقة القبايل عن الجزائر. بل بلغ بها الشر حد تصنيفها ك “منظمة إرهابية”. لكن، عدالة قضيتها والمتمثلة في محاولة الانعتاق من قبضة العسكر وتمكين منطقة القبايل من تقرير مصيرها، جعل للحركة صوتا مسموعا في المحافل الدولية، حيث التفت حولها مجموعة من الدول لدعمها ومدها بما يلزم للاستمرار في نضالها.

وفي هذا الصدد، حل فرحات مهني رئيس الجمهورية الفيدرالية للقبائل المحتلة من طرف الجزائر ضيفا، أمس الخميس، على الولايات المتحدة الأمريكية حيث تباحث مع عدد من المسؤولين الأمريكان بالعاصمة واشنطن، ما سيشكل صدمة قوية لا محالة  لنظام العسكر، لأن إحدى أقوى الدول بالعالم أصبحت تصطف إلى جانب “القبايليين”.

وبذات المناسبة، التقى رئيس حركة “الماك”، بالدبلوماسي الأمريكي إليوت أبرامز، الذي تدرج في مناصب كثيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، على غرار المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، حيث كان ينظر له البيت الأبيض على أنه أحد صقوره لمواجهة طهران، إحدى حلفاء الجزائر.

وبخصوص أجندة اللقاء، كشفت وكالة الأنباء الرسمية للقبايل، أنه هَمَّ بالأساس الأوضاع الاجتماعية والسياسية المزرية التي تعيشها المنطقة بسبب استهدافها من طرف نظام الكابرانات الطاغي، حيث كل قبايلي يجاهر بحقه في الاستقلال يتم الزج به في سجون النظام.

هذا واستغل مهني اللقاء الذي عرف حضور أعضاء آخرين من حكومة القبايل، أبرزهم أكسيل بالعباسي، للتعبير أصالة عن نفسه وباسم القبايليين، عن رغبته في توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح حليفا لها، على اعتبار الطرفين يتقاسمان نفس القناعات الديمقراطية وقيم التحرر، موضحا في ذات الآن: “من مصلحة الغرب دعم شعب القبائل في كفاحه السلمي ضد النظام الديكتاتوري الجزائري الصديق للأنظمة الاستبدادية والأوليغارشية مثل روسيا والثيوقراطية مثل إيران”.

وتأسيسا على ما سبق، يرى كبار المحللين للشأن السياسي الدولي، أن هذه الزيارة تعتبر حجرة أساس في مسار بناء دولة القبايل المستقلة بعيدا عن النظام العسكري المتحكم في مصائر الجزائريين دون شرعية انتخابية. وبالموازاة مع ذلك، لا يمكن النظر إلى هذا اللقاء إلا بكونه مسمار جديد يُدَقُّ في نعش ساكن قصر المرادية وعساكره الذين سيسابقون الزمن، حتما، لمحاولة إفساد العلاقات الأمريكية-القبايلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى