تطبيقا لاستراتيجية ماكرون الجديدة.. رئيسة الدبلوماسية الفرنسية في إفريقيا تتفاعل عبر تويتر وتنشر الأكاذيب خوفا عن مصالح بلدها في المغرب

يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينتهج استراتيجية جديدة من خلال إعطاءه تعليمات وتوصيات لسفراء وقناصلة بلاده بلعب دور الجيوش الإلكترونية، والتصدي لكل المنشورات والتعليقات التي تفضح سياسة وحقيقة هذا البلد الاستعماري، الذي لم يتخلّ بعد عن ممارساته الاستعمارية في حق العديد من دول القارة السمراء، والتي بدأ بعضها في الخروج من تحت أجنحتها ولفظها خارجا، على غرار مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

ويأتي هذا خاصة بعد تفاعل السفيرة الجديدة للدبلوماسية العامة الفرنسية في إفريقيا آن صوفي آفي، مع تعليق من بين مئات التعاليق على فيديو للسفارة الفرنسية بالرباط، نشرته على صفتحها على تويتر، أول أمس الثلاثاء، أعلنت فيه عن الزيارة التي قام بها إلى المغرب، الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية والجاذبية والفرنسيين المقيمين بالخارج، أوليفي بشت، واصفة فيه المغرب بـ”الشريك الاستثنائي لفرنسا”.

وفي ظل الأزمة التي تخفي ظلالها، ترفض فرنسا منح التأشيرات لمواطنين مغاربة، فقد تفاعل العديد من المعلقين مع منشور السفارة بطريقة سلبية، حيث علق أحدهم قائلا: تعامي إيمانويل ماكرون تجاه مصالح المغرب وتعنته في سياسته الرعناء تجاه المملكة، إضافة إلى تقاربه مع الجزائر وأزمة التأشيرات، كل هذا يقوض كل تقارب بين الرباط وباريس، ويدفع المغرب للبحث عن شركاء جدد”.

وعاد نفس الشخص لكتابة تعليق آخر، تحدث فيه عن طرد الشركات الفرنسية على غرار القرض الفلاحي، شركة Lydec التابعة لشركة Veolia قريبًا، وشركة أكسا للتأمينات، وشركة دانون سونترال، وشركة وGervais… وغيرها”، كرد فعل على ممارسات فرنسا تجاه المغرب، خصوصا في ما يتعلق بقضية رفض منح التأشيرات للمغاربة والاستيلاء على زرقهم.

الشيئ الذي يثير الغرابة، أن السفيرة الجديدة للدبلوماسية العامة الفرنسية في إفريقيا، آن صوفي أفي، التي تتولى هذا المنصب منذ الشهر الماضي سرعان ما تفاعلت مع هذا التعليق وردّت عليه بحسابها الرسمي بطريقة فاجأت الجميع، حيث كتبت: “ماذا عن آلاف الموظفين المغاربة؟” في إشارة منها إلى أن موظفي هذه الشركات الفرنسية في المغرب، سيجدون أنفسهم بدون شغل إذا غادرت المغرب؟.

ويبدو جليا أن الرد الفنرسي عبر سفيرته يوضح جيدا خوف فرنسا من إقدام المغرب على هذه الخطوة، وإلا لما سارعت السفيرة الفرنسية في إفريقيا للرد عليه، في الوقت الذي كان التعليق موجها للصفحة الرسمية للسفارة الفرنسية بالرباط، بل إن التعاليق التي توالت على رد السفيرة، قد جعلتها تتراجع عنه، بعدما كشف لها المعلقون على ردها أن “هذه الشركات في حالة قرر المغرب طردها فستسيطر عليها رؤوس الأموال المغربية وتديرها الكفاءات المغربية”، ولن تتأثر الوظائف ولا الموظفون العاملين بها.

من جانبهم علق بعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، حيث سخروا من أقاويل السفيرة الفرنسية، حيث كتب أحدهم، عزيزتي السفيرة، هل تعتقدين أنه عندما تنسحب مجموعة فرنسية فإنها تغلق الصندوق وتطفئ الضوء؟ يتم بيع الشركة لمستثمرين آخرين”، فيما سألها آخر في رده قائلا: “ماذا عن الأرباح التي تعود إلى فرنسا؟ وماذا عن بطالة الرؤساء الفرنسيين السابقين؟، فيما اعتبر آخرون ما كتبته السفيرة “تعجرفًا” و”احتقارًا” و”تعاليًا” يعكس فكرًا “استعماريًا جديدًا” لم يعد له مكان.

وبعد تعرضها لإنتقادات لاذعة من طرف المغاربة، عادت السفيرة الفرنسية لتطفئ غضب المغاربة وتتدارك ما قالته، حيث أكدت أن ما قصدته على حد تعبيرها بالتعليق بل وتبرأت مما قالته سابقا قائلة: “لا يوجد شيء غير محترم بخصوص التذكير بأن الشركات الفرنسية في المغرب توظف آلاف المغاربة، وأنهم إذا غادروا المغرب كما يشير بعض الأشخاص المناهضين للفرنسيين إلى أنه سيتم إلغاء هذه الوظائف في وقت هي من قالت هذا الكلام في تعليقها الأول، قبل أن تختم بأنه لا علاقة للأمر بطلبات التأشيرة”.

من هذا كله، يتبين أن الدبلوماسيين الفرنسيين ينفذون بالحرف تعليمات ماكرون من أجل التصدي لجميع الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى على وسائل الإعلام، خاصة وأن ماكرون أكد أن فرنسا تتعرض لهجمات الدعاية الروسية والصينية والتركية على وجه الخصوص في إفريقيا، لكن هذا لا يخفي حقيقة ان فرنسا أصبح تواجدها ضعيفا على المستوى الافريقي بسبب سياساتها الفاشلة، لدرجة ان حتى استراتيجيتها التواصلية لا ترقى للمستوى المطلوب، لكونها تعيش تخبطا خطيرا، خاصة بعد واقعة منع فرحات مهني رئيس جمهورية القبائل الفيدرالية، من المرور بقناة فرنسية بأمر من ماكرون، لتقوم فرنسا بإصدار بلاغ توضيحي على الواقعة عبر السفارة الفرنسية بالمغرب، رغم ان الأخير لا علاقة له بالموضوع أصلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى