عزيز غالي مستنجدا بإيمانويل ماكرون… حينما يشتكي الابن العاق أباه للغرباء كذبا وبهتانا

لعل معظم المغاربة أيام الصِبَا، قد انخرطوا بوعي طفولي غير مكتمل، في تصرفات ومواقف تنهل من السذاجة والسخافة كلما أَهَلَّ علينا ضيف أو صِلْنَا رَحِمَنَا. وقتذاك، والرغبة تتملكنا في خلق الحدث كأطفال، كنا نستعرض بؤسا مفتعلا أمام الضيف عله يأخذ صفنا وينصفنا من تسلط أبوي مزعوم. وكأن حاجتنا لكي يلتفت الآخر لشقاوتنا ويشعر بوجودنا تدفعنا لادعاء الأباطيل، ومن تم خلق انطباع مشوش لدى زائر الديار أن الطفل ربما يُبلي البلاء الحسن في كنف أسرة تقيد وجوده.

وفي الضفة المقابلة لهذا المشهد، تعلو الدهشة مُحيا المُشاهد (الأب أو الأم أو هما معا) لأنهم في عز انشغالهم بإكرام الضيف وإنزاله منزلة أهل البيت يجدون أنفسهم متحرجين من سقطات صادرة عن الأبناء الجاحدين المستنجدين بالغُرْبْ لنيل إنصاف وهمي من اضطهاد مفبرك.

غير أن ما كان يُطمئن الأهالي حينها أن المواقف إياها نابعة من شقاوة الصِبَا وحب الظهور ولفت الانتباه منذ نعومة الأظافر. إلا أن الصبية قد كبروا واشتد عضدهم، بل منهم من اشتعل رأسه شيبا وبدا له الانخراط في زيجة ثانية ضرورة نضالية لأن فيها من “الاتحاد” والالتحام ما يُعينه على طرح نواياه “الانفصالية” بأريحية.

لقد كنا في أمس الحاجة إلى أن يعاملنا أحدهم بمنطق “نوريكم وجهكم في لمرايا” حتى نوقن أننا دولة مارقة وأن المغاربة مختطفون داخل وطنهم. وإلى يوم خلى، تحققت الرغبة واستجاب عزيز “الرخيص” لحاجتنا الملحة في إطلاع ضيف المغرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أننا مُقَيدون في هويتنا الوطنية وما لا نستطيع له تعبيرا مُتْقَنًا أو إدراكا واعيا قد تبين تفاصيله “إبراهيم غالي”، عفوا عزيز غالي.. لا مفاضلة بين الانفصاليين وجوباً!!!.

اليوم، يكتب التاريخ المشترك فصلا جديدا في العلاقات المغربية- الفرنسية، حيث من المنتظر أن يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم الاثنين، بالرباط في زيارة دولة مرفوقا بوفد رفيع المستوى، يُجريها بناء على دعوة كريمة تلقاها من الملك محمد السادس بغية وضع علاقات التعاون على السكة الصحيحة بعد فترة نقاهة قضاها الجانبان لتقييم مختلف الانشغالات المشتركة وإلزامية توضيح المواقف والتعبير عنها صراحة، كون الجمهورية الفرنسية ركنت لفترة طويلة إلى منطقة الراحة المشوبة بالغموض والتباس الرؤى.

وما أن اكتمل وعيه السياسي واستوعب أحقية أصحاب الأرض وعدالة ملفهم، لم يتردد قصر الإليزيه في إعلان دعمه لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل أمثل لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. فأهلا بماكرون ضيف المغرب!!

وهنا مربط الفرس ومكمن الإزعاج لمن يغرفون من خيرات المغرب ويُسبحون بحمد الجيران كلما ارتفعت العِلاوات وزادت الحُظوة. وكلما ارتقينا درجة اندحروا هم درجات، وكلما أقبل علينا العالم بصدر مفتوح أَدْبَرُوا خائبين…

ولهذه الأسباب مجتمعة، فإن كمية الشرارة والشر المتطايران من أعين راعي فساد العشيرة الحقوقية عزيز غالي حينما انتهى إلى علمه أن العلاقات المغربية- الفرنسية تستعيد عافيتها، وأن ساكن قصر الإليزيه موعود بزيارة رسمية إلى المملكة قد فتحت عليه باب الجحيم وهو يعتلي منبر دعاة الانفصال ويعلنها مدوية “لواد اللي دا لعسكر وغالي تندوف ما خلاني”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى