توكل كرمان.. “شيطانة” هذا الزمان
أثارت التدوينات التي نشرتها “الزنديقة” توكل كرمان عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تطاولت فيها على الملك محمد السادس، موجة واسعة من الاستهجان لدى عدد من النشطاء والفاعلين الذين عبروا عن سخطهم من الأفعال الدنيئة التي صدرت من هذه المواطنة اليمنية/التركية.
نادي المحامين بالمغرب سارع إلى وضع شكاية رسمية إلى النيابة العامة في تركيا عبر القنوات الدبلوماسية، ضد توكّل كرمان متهماً إياها بالتحريض على الإرهاب والعنف والإساءة إلى رئيس دولة أجنبية.
فبدلاً من أن تنخرط صاحبة جائزة “نوبل” للسلام في نقاشات مسؤولة أو تبني مواقف تستند على معطيات دقيقة، اختارت أسلوب التصعيد اللفظي بالتمادي على المؤسسة الملكية، وهي خطوة اعتبرها كثيرون استهدافًا مباشرًا لرموز السيادة الوطنية.
ولا نستغرب من خرجات توكل كرمان إذا ما علمنا أنها نشأت في محافظة تعز، و التي تُعتبر مسقط رأس العديد من مؤسسي جماعة “الإخوان المسلمين” في اليمن، زيادة على أن بيتها كان يغلب عليه الطابع الإيديولوجي والميول الراديكالية الناقدة للحكام العرب.
فقد كان والدها، عبدالسلام كرمان، قياديًا إخوانيًا ومؤسسًا لحزب “التجمع اليمني للإصلاح”، الذي انضمت ابنته إلى مجلس شوراه لاحقًا في العام 2007.
اشتهر اسم توكل كرمان إبان احتجاجات 2011 حينما تزعمت الحركات المعارضة للرئيس عبد الله صالح وهو ما اعتُبر البداية الفعلية للخراب الذي سيصيب اليمن حينما أدى إلى مقتل الرئيس صالح على يد الحوثيين سنة 2017، الشيء الذي جلب عليها الكثير من الانتقادات و الرفض التام لمواقفها ليس فقط من طرف والدها و إنما من قِبل عدد من أشقائها أيضا من بينهم طارق كرمان الذي طالبها بالاعتذار عن دورها في ما أسماه “تدمير الوطن”.
ورغم نيلها جائزة “نوبل” سنة 2011 إلى جانب الرئيسة الليبيرية “إلين جونسون” سيرليف والناشطة الليبيرية “ليما غوبوي”، إلا أنّ الكثير من التقارير الإعلامية شككت آنذاك في أهلية حصول كرمان على هذا التكريم، مشيرة إلى دور قطر الخفي في دعم ترشحها والتأثير على قرار لجنة الجائزة عبر التبرعات المالية التي تمنحها الدوحة للمشرفين على هذه الجائزة والعلاقات التي تربطها مع بعض القائمين على لجان تحكيمها.
هوس “حمّالة الحطب” بالظهور والتأثير الإعلامي صار مثل المرض النفسي كما عبر عن ذلك السياسي اليمني علي البخيتي الذي وصفها بـ “المجنونة” والتي ما إن ترى أو تسمع احتجاجات في دولة ما حتى تنتفض لتطالب المحتجين بإسقاط النظام.
لذا فإن “راعية الماعز” وجدت في هجومها المباشر على الملك محمد السادس وحض شباب “جيل زد” على الانتفاض، مادة جاهزة لتأكيد حضورها الإعلامي، متجاوزة كل حدود الاحترام الأخلاقي الذي وجب أن يتوفر لدى حامل جائزة “نوبل” للسلام، عوضا عن الخطاب ذي الطابع التحريضي و الدعوة للعنف وإسقاط الأنظمة وشنق الزعماء.
و كعادتها، لم تكن غاية “الأفعى” توكل كرمان تحليل قضايا المغرب أو فهم سياسته، ولكنها آثرت نهج أسلوب التصعيد والتجريح واستعراض الذات على حساب مؤسسات الدولة ورموزها بعد أن خفت وهجها، في محاولة واضحة لجذب الأنظار من جديد وإثارة الجدل لا غير.
الإخونجية توكل كرمان نهجت نفس الأسلوب الذي دأبت عليه مع قضايا سابقة التي ميزت مسارها الحقوقي والسياسي، حينما تخلت عن داعميها و المشيدين بمواقفها ما إن عادت إلى دائرة الضوء.
لا تهمنا اليوم تغريدات توكل كرمان ولا تدويناتها المخزية تجاه ملكنا، فهي مجرد محاولات يائسة للتشويش على قرارات تاريخية تطبخ على نار هادئة في مقر مجلس الأمن الدولي، لذلك ننصحها بـ “شوفي غيرو” فالمغرب ليس مسرحًا لهذيانك و ملكنا ليس مطيّة لأحقادك كما يصدق فيك المثل القائل :
“أعرض عن الجاهل السفيه فكل مـا قـال فهـو فيـه.. ما ضر بحر الفرات يومـاً إن خاض بعض الكلاب فيه”.



