ساخر مغربي | عمر بلافريج بين الفكر الإصلاحي و البحث عن المثالية السياسية

عن حساب ساخر مغربي على موقع إكس.

جاءت مشاركة السياسي المغربي عمر بلافريج في الحوار الذي نظمه شباب GENZ212 على منصة ديسكورد، يوم أمس، كمحطة بارزة تستحق التأمل. نظرا لما حظي به اللقاء من حضور جماهيري واسع وتفاعل ملحوظ عبر منصة “إكس”. ومع ذلك، فإن تدخلات بلافريج، رغم تماسكها الظاهري وطابعها النقدي، تثير عدة ملاحظات نقدية تحتاج إلى التفكير في مدى واقعية وجدوى مقاربته.

عمر بلافريج

عمر بلافريج بين دعم الشباب و مثالية الخطاب الإصلاحي

يبدو أن بلافريج يسعى إلى تقديم نفسه كصوت معارض يحمل رؤية إصلاحية، من خلال تأكيده على دعم حركة #GENZ212 ووصفها بـ”شعلة التجديد السياسي”.

غير أن هذا المديح يفتقر إلى تحديد دقيق لطبيعة هذه الحركة وآلياتها، مما يجعل خطابه يبدو مثاليا أكثر من اللازم، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كان دعمه ينبع من قناعة عميقة أم مجرد محاولة لاستقطاب الشباب الطامح للتغيير.

نقد حكومة أخنوش.. قوة الخطاب و ضعف البدائل

نقد عمر بلافريج لحكومة أخنوش، رغم أنه يتماهى مع هموم الشارع المغربي، يظل عاما ويفتقر إلى مقترحات عملية واضحة.

فحديثه عن “المشاريع النخبوية” و”غياب العدالة الاجتماعية”، وإن كان مشروعا، لا يقترن بخارطة طريق ملموسة. إذ يجب معالجة هذه الإشكاليات.

كما أن إشارته إلى “الإثراء غير المبرر” في قضية الـ17 مليار، رغم قوتها الأخلاقية، لم تتجاوز البعد الخطابي. لم يقدم رؤية قانونية أو اقتصادية لمواجهة مثل هذه الظواهر.

عمر بلافريج.. الإصلاحات الجذرية تستلزم الحضور السياسي

موقف عمر بلافريج من رفض العودة إلى الحياة السياسية، مع تأكيده على تراجع حرية التعبير وسجن الصحفيين ونشطاء حراك الريف، يعكس تناقضا ضمنيا. <p>فكيف يمكن لشخصية سياسية بارزة أن تدعو إلى “انفراج سياسي” وإصلاحات جذرية في التعليم وفرض ضريبة على الثروة؟ بينما يختار الابتعاد عن المشهد السياسي؟.

هذا الانسحاب يُفسر على أنه هروب من تحمل المسؤولية في ظل تحديات معقدة، مما يضعف مصداقية دعواته الإصلاحية.

تفاعل الشباب على المنصات الرقمية.. إعجاب ممزوج بالخيبة

ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي، التي تجاوزت في مجملها الإشادة بخطابه، تكشف أيضا عن وجهة نظر. تلك النظرة النقدية مهمة.

فالشباب الذين أشركوه في الحوار كانوا ينتظرون، على الأرجح، مقاربات عملية حقيقية، بالرغم من أن الجميع يجهل نوايا أدمينات genz212 ، وهل هم فعلا أن يبحثون عن مطالب إصلاحية-اجتماعية.

 

في الختام، يمكن القول إن مشاركة عمر بلافريج، رغم قوتها الخطابية وجاذبيتها لدى شريحة الشباب، تظل محصورة في إطار التحليلات المثالية التي تفتقر إلى البعد العملي.

فدعواته للإصلاح تتطلب ترجمتها إلى برامج واضحة ومبادرات ميدانية، وإلا فإنها ستبقى مجرد صدى لآمال الشباب دون أن تترجم إلى واقع ملموس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى