كيف ساهم المرتزقة و أشباه الحقوقيين و الخونة في تحريف مسار احتجاجات Genz212 ؟

عرفت احتجاجات GenZ212 تطورات غير مسبوقة في مسارها، حيث لم تقتصر على كونها مجرد تعبير سلمي عن مطالب شبابية مشروعة، و إنما تحولت إلى أحداث عنف وشغب وتخريب للممتلكات العامة و الخاصة في عدد من مدن المملكة.

و الحقيقة أن المظاهرات المذكورة غدت كذلك ساحة للاستغلال السياسي و توظيفها بما يخدم أجندات خارجية، بفضل تدخل فئات متعددة من مرتزقة و أشباه الحقوقيين و الخونة و أفراد من الطابور الخامس، متسترين تحت غطاء العمل الصحفي أو الإنساني.

و سنناقش في هذا المقال كيف تفاعلت هذه الشريحة سلباً مع مسيرات GenZ212.. كما سنقارب الدور الذي لعبته في خروجها عن المسار السلمي.

التحريض عبر منصات رقمية

منذ أن كان النقاش حول هذه التحركات الشبابية في مرحلته الجنينية، تصدر عمر الراضي المشهد حينما صار أحد الوجوه البارزة في نشر التحريض ضد السلطات من خلال تنسيقه مع أدمينات جيل z عبر منصة “ديسكورد” و التفاعل الجدي مع أفكارهم التحريضية.

ممارسات الراضي المدان سابقا بتهم “التخابر” مع جهات أجنبية، لا تندرج ضمن التعبير عن الرأي، بل تعدّت ذلك إلى دعوات غير مباشرة لمواجهة قوات الأمن، وهو ما هدد استقرار الاحتجاجات وحولها من مطالب اجتماعية إلى فوضى و اضطراب.

بوق قطر و الخروج عن الحيادية

اشتهر يونس مسكين و موقعه “صوت المغرب” كبوق خارجي يخدم أجندات قطرية محددة، باستغلاله الأحداث الأخيرة في المغرب لتوجيه الرأي العام و تشويه صورة المؤسسة الأمنية.

فبالإضافة إلى تماديه في الكذب و إطلاق الإشاعات، دأب هذا النوع من المواقع الإخبارية في تغطيته لاحتجاجات genz212 لإخراجها عن مسارها الطبيعي، وتحويلها إلى مادة خبرية “منحازة” تتعمد نقل جانب أحادي فقط من المعلومة.

خادم الدوحة المطيع، يونس مسكين، لعب دورا أساسيا في تأجيج التوتر في الشارع المغربي ناهلا من الأسلوب القطري المعتمد في عدد من الدول العربية من خلال تبني خطاب انتقائي يركز على الأزمات الداخلية ويضخم الخلافات السياسية والاجتماعية.

و عرفت عن هذه الدولة الخليجية أنها تعمد عبر أبواقها إلى تسليط الضوء على الفوضى والتوترات وإخفاء أو تقليل أهمية المبادرات الإصلاحية، ما يخلق صورة مبالغ فيها عن الحالة الداخلية للدول المستهدفة.

استغلال شعارات حقوق الإنسان 

آثرت بعض الجهات التي تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان مثل فؤاد عبد المومني، الاعتماد على إعادة نشر تقارير منظمة “أمنستي” بطريقة انتقائية، وذلك لتأليب الرأي العام ضد مؤسسات الدولة.

الطريقة “العدمية” التي يستند عليها عبد المومني، تعكس بجلاء واضح محاولة تسويق الاحتجاجات كصراع شامل بين الدولة المغربية التي يصفها بـ “المارقة” و بين مواطنين شباب، و إضفاء طابع سوداوي قاتم لصورة المملكة على الصعيد الدولي.

تشجيع التخريب ورفع سقف العنف

المعطي منجب ساهم بدوره في رفع سقف العنف من خلال تشجيعه على التخريب في الشارع، ما أدى إلى خلق حالة من الفوضى وشرخ ثقة المجتمع في الاحتجاجات. هذا الأسلوب يحرف رسالة GenZ212 عن مسارها السلمي ويزيد من المبررات الأمنية للتدخل.

صاحب الرقم القياسي في “الإضراب عن الطعام”، بدا في خرجاته متأثرا بالعاطفة أكثر من تحليله الموضوعي، فهو يميل إلى تعميم الحكم على الدولة والنخبة دون تمييز بين المؤسسات والأفراد المختلفين، كما أنه يستخدم لغة التهديد والتحذير بشكل مبالغ فيه، ما يقلل من مصداقية الطرح ويبعده عن أسلوب النقد العقلاني.

و رغم زعمه أنه أكاديمي و مثقف و مؤرخ، يركز المعطي منجب على المشكلة أكثر من تقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق.

الشعبوية في وسائل الإعلام

رائد الشعبوية و عاشق “تاهداويت”، حميد المهداوي، خرج للبحث مجدداً عن “البوز” و تسخير هذه الأحداث لمصلحته الشخصية (دولارات الأدسنس).

المهداوي يراهن على استمرار الاحتجاجات، ليس من منطلق التضامن أو الحرص على القضايا المجتمعية، بل سعياً وراء زيادة مداخيل قناته “بديل” على يوتيوب، إذ يتبنى أسلوباً يقوم على التهويل والتضخيم للوقائع، مع اختيار عناوين جذابة تشد الانتباه وتثير الفضول، متجاهلاً بذلك عمق الواقع وتعقيداته، ليحوّل الأحداث إلى مادة مربحة.

أصوات تغرد خارج السرب

من جانبه، أطل علينا المغتصب توفيق بوعشرين و الذي يقدّم نفسه كحامل لمشعل الصحافة الوطنية، بمنشورات مطولة فارغة من أي معنى و الاعتماد على صور الأطفال والمعتقلين الشباب لإقناع القارئ، و استغلال الأمثلة الدينية والتاريخية بشكل مفرط.

التركيز على السلبيات

علي أنوزلا بدوره ركز في مقالاته التي تطرقت لاحتجاجات Genz212 على الجانب القاتم، إذ تحول منبره “لكم” الى أداة للتأجيج والتحريض. بالسعي إلى بث الفوضى وإشاعة الانقسام بين فئات المجتمع (مدني/شرطي)، مستغلين غضب الشباب وتحريك مشاعرهم نحو التصادم مع مؤسسات الدولة.

هذا السعي الممنهج لتأجيج الاوضاع لا يقدم حلول حقيقية للقضايا المطروحة، بل يعرض السلم الاجتماعي للخطر ويهدر جهود الحوار البناء، و هو ما من شأنه تحويل الاحتجاج السلمي إلى حالة من التوتر والاضطراب العام.

التهييج ضد عناصر الأمن 

نشر صاحب السوابق في التشهير، هشام جيراندو، كما هي عادته صور رجال الأمن المتدخلين في مظاهرات Genz212 داعيا إلى تعنيفهم، مما يزيد من حجم التأليب و تعكير الأجواء.

ممارسات جيراندو هي جزء من الركمجة للمواضيع التي ثابر على ممارستها، و ما تحويل الاحتجاجات من رسالة وطنية سلمية إلى ساحة صراع ضيق ومشوّه إلا فصل من فصول مسلسله الخبيث.

 

هي إذن شرذمة تعمل وراء الستار وتتآمر سراً لتحويل الاحتجاجات السلمية إلى كارثة وطنية حقيقية، مستخدمة كل الوسائل لإغراء الشباب ودفعهم نحو العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وهم على دراية تامة بأن الفوضى التي يزرعونها ستخرج لا محالة عن السيطرة، لكنهم لا يبالون بما يحدث، بل يتركون الشباب يواجهون العواقب وحدهم، معرضين حياتهم ومستقبلهم للخطر.

هذه العصابة تستفيد من الاضطراب دون أن يتحملوا أي مسؤولية عن النتائج الكارثية التي قد تجرّ الوطن -لا قدر الله- إلى الانهيار الاجتماعي والسياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى