يونس مسكين و موقعه “صوت المغرب”.. مرتزقة أفسدوا المشهد الإعلامي ببلادنا

يواصل الكاتب المأجور يونس مسكين نشر الافتراءات و التلفيقات و الإصرار على الانحراف عن مسار الحقيقة، حتى غدا قلمه رمزا للتحامل على المغرب و المغاربة، وأصبحت مقالاته الفاقدة للمصداقية أداةً دنيئة لتصفية الحسابات، و بدل من أن يكون موقعه صوتاً حقيقيا للدفاع عن بلده، و دعم أبناء جلدته ضد الهجمات الشرسة التي نتعرض لها بشكل يومي من مختلف الجبهات التي تضمر لنا شراً، فضّل توظيفه في نشر معطيات مغلوطة و مليئة بالتناقضات و فارغة من أي محتوى.

منذ تدشينه أواخر سنة 2023، أكّد يونس مسكين و زميلته حنان باكور أن مشروع “صوت المغرب” يهدف إلى تعزيز المشهد الإعلامي المغربي، من خلال تقديم محتوى إعلامي مهني، يعكس صوت المجتمع المغربي، قبل أن يتضح بأنه موقع لا يحمل من اسمه إلا الزيف، فهو لا يعبر عن صوت المغاربة الحقيقي ولا يعكس هويتهم الثقافية أو تطلعاتهم. بدلا من ذلك ظهر كمنصة تفتقر إلى الموضوعية، بعيدة عن تمثيل الروح المغربية أو الدفاع عن قضاياها، مكتفية بحمل اسم لا يعبر عن جوهرها.

و الملاحظ أيضا أن يونس مسكين ارتأى تسخير منبره للبحث فقط عن النواقص والثغرات داخل المجتمع المغربي، ليس بهدف تقديم نقد بنّاء يساهم في الإصلاح و العمل على ممارسة الصحافة بمفهومها الكوني “السلطة الرابعة”، بل تحول إلى وسيلة للتشهير والتحامل، مركّزاً على استغلال العيوب لخدمة أهداف شخصية و إرضاء أولياء نعمته و مموليه (قطر)، وهو ما يجعل من مقالاته تصنف في خانة الكتابات المنحازة و الغير موضوعية.

منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، شنّ يونس مسكين حملة شرسة ضد المملكة عبر منصته “صوت المغرب”، مروجًا لمعلومات مضللة دون سند موثوق، تزعم رسو بواخر تحمل أسلحة إسرائيلية بميناء طنجة، متجاهلاً نفي السلطات المغربية وتقارير شركة “ميرسك” التي تؤكد أن الشحنات كانت تجارية بحتة.

بالمقابل، غضّ الموقع بصره عن القاعدة الأمريكية بقطر (العُديد) و التي سبق لها إرسال الأسلحة المجزأة و الآليات إلى إسرائيل بل و تنطلق منها طائرات لقصف غزة، وهو ما يؤيد نظرية إشراف الدوحة على عملية تمويل هذه الجريدة الإلكترونية.

و من أشهر الكذبات التي نشرها بيدق الإخونج في موقعه الوضيع، زعمه أن احتفالات الطائفة اليهودية بـ “الهيلولة” التي نظمت بمدينة الصويرة مؤخرا، رافقها دعاء للجيش الإسرائيلي بالنصر و التمكين في حربهم ضد المقاومة الفلسطينية، وهو ما فنّدته العديد من الشخصيات التي حضرت الحفل المذكور بل يوجد تسجيل كامل لهذه المناسبة الدينية (الفيديو أسفله👇🏻) من بدايتها حتى نهايتها، لم يرد فيه قط دعاء أو صلاة للجيش الإسرائيلي الأمر الذي يدحض فرضيات مدير نشر أخبار اليوم السابق.

تركيز يونس مسكين على الطقوس الدينية لليهود المغاربة لم يكن بريئا البتة، إذ يدخل في إطار “بروباغندا” تعتمدها الآلات الإعلامية التابعة لقطر بغية ربط هذه الشعائر التي تقام كل سنة بمختلف مدن المغرب (الصويرة، تارودانت، هوارة، وزان)، بالصراع الفلسطيني/الإسرائيلي و الاشتغال بشكل منحط على “شيطنة” اليهود المغاربة.

عجلة البهتان عند يونس مسكين استمرت في الدوران حين نشر نصاً آخر تحت عنوان “المغاربة للبيع” تناول فيه استغلال القوى العاملة المغربية في سياقات اقتصادية تخدم مصالح أجنبية، مركزًا على حالتين: العاملات المغربيات في حقول إسبانيا وموظفو مراكز النداء في المغرب، منتقداً تحويل العمال المغاربة إلى ما أسماها “سلعة” تخضع لمواصفات الزبون الأجنبي، سواء عبر العمل الشاق في الحقول أو في مراكز النداء التي تفرض هوية وثقافة أجنبية.

و حتى نجيب على المزاعم المطروحة بنبرة رصينة تعتمد مزيجاً من الحقائق والأرقام الرسمية لتوضيح أن كثيراً مما اعتُبر «استغلالاً» في مقال يونس مسكين هي في الحقيقة وظائف منتجة وشرعية توفر موارد رزق حلال لآلاف الأسر، مع الاعتراف بوجود مشكلات يجب معالجتها طبعا.

فالقطاع الذي يُسمّى «الأوفشورينغ» أو مراكز العلاقات بالعملاء نمى في العقد الأخير ليصبح أحد روافد الاقتصاد الوطني إذ يساهم بمليارات الدراهم من الصادرات ويوفر عشرات الآلاف من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة في المدن التي تعاني من بطالة مرتفعة، فقد بلغت صادرات القطاع مستويات مهمة ووُثّق وجود نحو 90 ألف موظف في المغرب يشتغلون في هذه الأنشطة، بينما حقق القطاع رقم معاملات مهم في 2023.

أما فيما يخص النساء الموسميات المتجهات إلى حقول التوت بإسبانيا، فإن الشراكات الثنائية والتنظيم القانوني للعمل الموسمي أعطتا مئات وآلاف النساء فرص دخل كانت تفتقر إليها قرى بأكملها، إذ أن عدد العاملات الموسميات تصاعد إلى أرقام تفوق عشرات الآلاف في مواسم معينة، وبرامج مرافقة مثل مشروع Wafira أظهرت أن جزءاً من هذه التجارب تحول في ظرف سنوات إلى مبادرات صغيرة أو مشاريع مدرة للدخل عند العودة إلى الوطن، الأمر الذي يبرهن أن الهجرة الموسمية ليست بالضرورة «نهباً» للكرامة بل غالباً ممرّاً نحو استقرار مادي نسبي.

ما استعصى على مسكين استيعابه أن تلك الوظائف تخضع لقوانين العمل والضرائب؛ والراتب، حتى وإن بدا متواضعاً في نظره مقارنة بمعايير بعض الدول، إذ يظل دخلاً ثابتاً يدفع إيجار البيت ويؤمن الدراسة ويُعيد سيولة للاقتصاد المحلي، وعوضا عن الكتابة عن نواقص فرص الشغل هاته أو محاولة تسفيهها، كان من الواجب على هذا المرتزق المطالبة بتحسين شروط العمل و التطرق إلى آليات التفاوض الاجتماعي، والتكوين، والمراقبة، وطرق الاستفادة من الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية.

و بين تحليلات سطحية في ميادين شتى (الاقتصاد، التعليم، المؤسسة الملكية، الأجهزة الأمنية،القضية الفلسطينية)، و بين المبالغة في تهويل العيوب، أمكننا الاستنتاج أن يونس مسكين استطاع جعل عاهته الإعلامية المسماة “صوت المغرب”، أداةً لنشر الكذب والتضليل، و الترويج لروايات مبالغ فيها بناءا على معلومات لا تستند إلى أدلة موثوقة و العمل على توزيع مواد خبرية مشكوك فيها تقدم على طبق من ذهب للإعلام الأجنبي المتربّص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى