علي أعراس و إعادة تدوير أوهام إرهابية بالية عبر بوابة الانفصال
لا خير يُرتجى من رجل احترف الخيانة، وجعل من عداءِه للمغرب عقيدةً لا يحيد عنها، و هو الذي لم يكتفِ بتاريخه الأسود في دعم الإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار البلاد، و إنما خرج علينا اليوم بوجه أكثر انحطاطًا، مطالبًا دولة استعمارية كإسبانيا بتسليح شرذمة انفصالية لخلق جبهة مسلحة ضد المغرب. الشيء الذي يمكن اعتباره إعلان حرب صريح، لا يجرؤ عليه سوى من فقد كل علاقة له بالوطن، و استبدل انتماءه بحقد دفين ضد الأرض التي أنجبته.
ما قاله الإرهابي علي أعراس على هامش ندوة أقيمت بمدينة جيرونا الإسبانية، لا يندرج ضمن الحريات الفكرية أو التعبيرية، و إنما هو تحريض جليّ على العنف المسلح والفتنة الداخلية، و عمالة موثقة لصالح أجندات معادية لا يخفى على أحد أنها تهدف إلى تمزيق الدولة المغربية وإضعاف هياكلها الحيوية.
فالدعوة إلى تسليح انفصاليين تحت غطاء ما يسمى بـ “الحزب الوطني الريفي” لا يعدو أن يكون محاولة عقيمة من أعراس لإحياء مشروع إرهابي قديم، لكن بوجوه جديدة، وبنفس العقلية المريضة التي ترى في الدم وسيلة لحل الأزمات، غير أن اللافت في الأمر أن أعراس ذو الماضي المشين حينما أشرف على تسليح “حركة المجاهدين في المغرب” وتلقي تمويلاتها ببلجيكا، ما زالت تُتاح له فرص الظهور في لقاءات خارجية يُفرغ فيها كل أحقاده، متقمصًا دور المناضل المضطهد رغم فضحه غير ما مرة من طرف زملاءه السابقين مثل إبراهيم عقراش و عبد الرزاق سوماح الذين فنّدوا كل الروايات البائسة التي لطالما روّج لها هذا المجرم.
المتابع لخطابات أعراس الأخيرة سيكتشف بوضوح فراغ الرجل سياسيا و فكريا، و سيدرك أن الإنسان حين يعجز عن الإقناع، لا يجد أمامه سوى لغة التحريض والتصعيد، معتقدًا أن هذا الأسلوب بإمكانه منحه شرعية مفقودة، إذ تجاوز كل الخطوط الحمراء و تحول دون سابق إنذار إلى ناطق رسمي باسم الغل والإرهاب والانفصال. فحين يُطلب من دولة أجنبية تسليح جهة انفصالية ضد الوطن الأم، فذلك إعلان مباشر عن نوايا تخريبية لا يمكن لأي دولة ذات سيادة التسامح معه.
ما يبعث على الاشمئزاز أن يقدم أعراس نفسه كمدافع عن “حقوق الريف” بهذا الشكل المخزي متظاهرا بالانتماء إليهم، في حين أن أبناء الريف الحقيقيين ناضلوا بشرف تحت راية الوطن، ولم يتوسلوا يوما سلاح المستعمر ليقاتلوا به إخوانهم، وكل ما يروج له هذا العميل لا يمتّ بصلة لنضال الريفيين الأحرار، بل هو تشويه متعمد لتاريخ منطقة شامخة قاومت الجيش الإسباني بالشجاعة لا بالارتماء في أحضانه طلبًا للعتاد والرصاص.
ما يواجهه المغرب اليوم ليس مجرد مواقف فردية معزولة، بل هو جزء من حملة منسقة ومتعددة الأطراف تستهدف أمنه واستقراره. فإلى جانب الدعوات التحريضية المرفوضة، هناك تسريبات رقمية مشبوهة تُنشر بهدف التضليل، وهناك أيضا محاولات دنيئة لتشويه صورته باستخدام جرائد دولية “متحيزة”، وهي تحركات تسعى كلها لإثارة الشك في مؤسسات المغرب السيادية و التشويش على مكتسباته التنموية و عرقلة مخططاته المستقبلية.



