هشام جيراندو و لقاء المستشار الملكي الذي حدث ولم يحدث (كاريكاتير)
منذ أن عاد الـ garçon هشام جيراندو إلى ساحة الويب، بعد غياب فرضته عليه القوانين الكندية و التي جعلته يعاني قسوة القضبان و برد الزنازين، بدا عليه وكأن اللغة قد اكتست في حنجرته ثوبا مبللا بالتردد، تسير على إيقاع النفي تارة والإثبات تارة أخرى مثل الراقصة التي فقدت توازنها.
إطلالة جيراندو (حذفت لاحقا) والذي يستحق منذ اللحظة لقب صاحب “السوابق العدلية”، بدت و كأنها لشخص بدائي خرج من ظلمات الكهوف وقد لامس النور للتو، لم يعد يفرق بين الخيال والملموس، بين ما طرأ وما يتمنى أن يطرأ.
روى هشام في مقام سابق أنه التقى المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة بشحمه و لحمه بأحد الفنادق في مدريد، و أن هذا الأخير صارحه أنه يبدي استعداده لدعم منصته البئيسة “تحدي”.. قبل أن ينقلب خاسئا في موضع آخر بعد أن أحس ب “قالب” مهدي الحيجاوي، و يقر بأن رجل مدريد ليس الهمة و إنما شخص آخر تنكر في هيئة تشبهه ليؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام ظاهرة بشرية لا نوشك نلتقط خيطا من خيوطها يقينا حتى تنزلق كما تنزلق قطرة الزئبق بين أصابعنا.
ثم يعود جيراندو ليغترف من قاموس الادعاء مزيدا من الزيف، متباهيا برفضه لما وصفه ب”الدعم الرسمي” لمنصته للحفاظ على ما سماه “الاستقلالية التحريرية”.. وهي محاولة فاشلة لتجميل موقع إلكتروني تافه، تغيب فيه أدنى معايير المهنية، وتنهار تحته أخلاقيات الإعلام.. فلا استقلالية حقيقية في مشروع إعلامي ولد من رحم الكذب، وتغذى على التضليل، ونما في مستنقعات التحريض، حتى غدا أداة ابتزاز لا تختلف عن تلك المنشورة على الـ dark web.
ولعل ذروة العبث في عنتريات “مسخوط مو” زعمه أنه رفض مناصب حكومية عرضها عليه “شبيه” الهمة.. الله أكبر! و هل يوجد على الأرض عاقل يفكر في إسناد مسؤولية لرجل لا يملك من المؤهلات سوى ديدن الافتراء؟
إن المسؤولية أيا كان مستواها أمانة ثقيلة، لا ينهض بها إلا من صفا ذهنه، واستقام لسانه، وتهذبت سريرته، وكان للحق صاحبا، وللعدل رفيقا، وللحكمة مسكنا.. أما أن تسلم مقاليدها لمن امتهن ترويج الأكاذيب، واتخذ من اليوتيوب حرفة، و من الارتزاق بالقضايا العامة مطية، فتلك والله كارثة تزل بها الأقدام وتفتح بها أبواب الضياع.
لا يتوسم في أمثالك أهلية القيادة، و أنت لم تحسن حتى قيادة لسانك عن مهاوي السقوط في الزلات وهو الذي أرسلك إلى غياهب المعتقل و رطوبة la cellule.. كما أن شرف التكليف لا يمنح لمن خان وطنه أمام دينارات عصابة السوء القادم من الشرق.
إن التقلب في روايات “راجل نعيمة” والارتباك الواضح في خرجاته، ليس وليد الصدفة.. بل هو تناقض و اضطراب و مراوغة يعكسان عمقا نفسيا معقدا و حذرا مفرطا لديه من قول الحقيقة دفعة واحدة، ناهيك عن الخشية من انهيار بنيان هش أساسه الكذب و البهتان و إطلاق الهرطقات على المغاربة.



