المخابرات الجزائرية تحول مقراتها بالعاصمة إلى استديوهات لإنتاج أفلام تلفزيونية “رديئة” من أجل إخضاع الشعب إلى نظرية المؤامرة!

بثت القناة الجزائرية الثالثة، أمس الأربعاء، برنامج تلفزيوني خاص يحمل عنوان “سقوط خيوط الوهم” والذي يتحدث عن النجاحات “الوهمية” لمديرية الأمن الوطني في إحباط مؤامرات دموية استهدفت الجزائر.

وحسب المعلومات الواردة في البرنامج، فإن السلطات الأمنية الجزائرية، اعتقلت أزيد من 17 شخصاً بتهمة الإنتماء إلى الحركة من أجل تقرير مصير في منطقة القبائل، المعروفة إختصاراً ب «الماك».

ومن أجل إعطاء شرعية لحملة الإعتقالات التي شنتها السلطات الأمنية على شباب منطقة القبائل، حاولت المخابرات الجزائرية إنتاج فيلم تلفزيوني “تافه” من أجل إيهام الشعب الجزائري أن هناك دولة بشمال إفريقيا وبتعاون مع إسرائيل تستهدف أمنهم القومي.

الفيلم التلفزيوني الذي تم إعداده بمقر المخابرات بالعاصمة الجزائر، حاول مخرجه الإستعانة بنظرية “تصدير الأزمة”  وذلك من أجل إستمالة تعاطف الشعب الجزائري في قضايا تعتبرها السلطة الحاكمة “وطنية”، وبهذه الطريقة سيتم توجيه أنظار المشاهدين إلى مواضيع جانبية لا علاقة لهم بها،ولما لا إيهامهم بأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم.

وفي ذات السياق، شرعت المخابرات الجزائرية، من خلال برنامج “سقوط خيوط الوهم” في استعراض بعض الأسلحة التي ادعت أنها كانت بحوزة حركة “الماك”، حيت قامت بالكشف عن أسلحة وعتاد حربي ومنشورات تحريضية، فيما أشارت في ذات البرنامج وبلغة صريحة أن المنظمة سالفة الذكر مدعومة من طرف المغرب.

هذا الإتهام المباشر، جعل نشطاء جزائريين ومغاربة يتسنكرون هذا التصرف الصبياني “الأرعن”، مؤكدين أن الرئيس عبد المجيد تبون وعصابته يلعبون آخر أوراقهم، في محاولة منهم إلى التستر على الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد.

الجزائر

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل حاول مخرج الفيلم، الإستعانة بممثلين “مكشوفي الوجه” يدعون أنهم كانوا على علاقة بحركة “الماك” وأنهم حاولوا إضرام النار في الغابات و إتلاف عدة ثروات زراعية وحيوانية في حوالي 26 ولاية جزائرية، بتحريض من دولة الكيان الصهيوني والمغرب، حسب تعبيرهم.

وعلاقة بالموضوع، تحاول المخابرات الجزائرية العمل على نشر أخبار ومعلومات زائفة عن “الحركة من أجل تقرير مصير في منطقة القبائل” و إلصاق تهمة الإرهاب بها، من أجل إيقاف مناضلي الحركة عن المطالبة بإستقلال منطقة أو إقليم القبائل عن الجمهورية الجزائرية.

رواد شبكات التواصل الإجتماعي بالجزائر، أكدوا في العديد من التدوينات، أن المعطيات التي تم بثها في التلفزيون الرسمي الجزائري، لا أساس لها من الصحة، وأن حركة “الماك” ليست إرهابية بل هي حركة وطنية هدفها إنهاء ما تسميه ظلم واحتقار وهيمنة الحكومة الجزائرية على المنطقة وأبنائها، بالإضافة إلى تقرير مصير هذا الإقليم، في خطوة نحو إقامة الدولة القبائلية الأمازيغية.

يذكر أن الصفحة الرسمية للقناة الرسمية الجزائرية “ENTV” ، التي يتابعها أكثر من 4 ملايين شخص، قد تم توقيفها من طرف إدارة الفيس بوك، بسبب التعليقات السلبية التي رافقت برنامج “سقوط خيوط الوهم” ، حيث قام مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي بالجزائر، بالتبليغ عن المحتوى العدائي المنشور في صفحة القناة، كما قاموا بشن حملة ضد ما أسموه ” السيناريو الرديء” الذي صنعته المخابرات الجزائرية، من أجل تشويه صورة الشباب القبائلي المناضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى