اعترافات حاسمة في قضية هشام جيراندو.. نجل شقيقته يكشف تفاصيل التورط العائلي في شبكة الابتزاز والتشهير

شهدت المحكمة الزجرية بالدار البيضاء، أمس الجمعة، منعطفاً جديداً في مسار محاكمة المتورطين في شبكة “هشام جيراندو” المتخصصة في النصب والابتزاز والتشهير، وذلك بعد أن أدلى نجل شقيقته، عبد الرحيم، باعترافات صادمة أزاحت الستار عن امتدادات عائلية متشابكة داخل هذا التنظيم الإجرامي، في الوقت الذي لا يزال المتهم الرئيسي هاربا من العدالة الكندية والمغربية.

وخلال جلسة خصصت للرد على الدفوع الشكلية التي قدمها دفاع المتهمين، فجّر عبد الرحيم مفاجأة من العيار الثقيل حين أقر بأنه كان على اتصال مباشر بخاله هشام جيراندو، وأنه كان ينفذ تعليماته في ما يتعلق بالأنشطة الإجرامية الرقمية، بما في ذلك شراء وتفعيل شرائح هاتفية مغربية تُستعمل لاحقا في عمليات تدوين افتراضي تتضمن القذف والتشهير.

لكن اللافت في تصريحاته أن عبد الرحيم لم يكن ينفذ هذه العمليات بمفرده، بل كان يطلب من شقيقته القاصر “ملاك” تفعيل تلك الشرائح، في حين أكد والدهما، المتابع بدوره، أنه كان يقتني هذه الشرائح دون تسجيل البيانات التعريفية، زاعما جهله بالقوانين التي تمنع بيع واستخدام الشرائح مجهولة الهوية.

اعترف عبد الرحيم أيضا بتلقي حوالات مالية من ضحايا، مشيرا إلى أنه كان يسلم هذه الأموال إلى جدته، والدة هشام جيراندو، ما أثار حالة من الامتعاض داخل القاعة، وفتح نقاشاً جانبياً حول “إطعام الأم من المال الحرام”، كما وصفه بعض الحاضرين.

وفي سياق متصل، حاولت شقيقة هشام جيراندو، جميلة، التبرؤ من نشاطاته، مدعية أن علاقتها به اقتصرت على الأمور العائلية. أما زوجها، المعتقل بدوره، فقد وصف هشام بأنه “شخص ممقوت”، نافياً أي صلة له بأعماله الإجرامية، بينما التزمت القاصر ملاك الصمت خلال الجلسة، بعد أن طفت إلى السطح أدوارها في دعم نشاط خالها عبر شرائح الهاتف.

وفي ردها على مرافعات الدفاع، شددت النيابة العامة على أن محاضر الضابطة القضائية “مطابقة للشروط القانونية”، رافضة دفوع المحامين بشأن انعدام الاختصاص الترابي، ومؤكدة أن “جميع المتهمين يحظون بمحاكمة عادلة، وأن القضية تتضمن أدلة قوية على التورط في شبكة إجرامية عابرة للحدود”.

رئيس الجلسة قرر تأجيل المحاكمة إلى 25 أبريل الجاري، لاستكمال الاستماع إلى باقي المتهمين ومواصلة مناقشة التهم المتعلقة بالمشاركة والمساهمة في شبكة الابتزاز والتشهير التي كان يديرها هشام جيراندو عن بُعد من خارج أرض الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى