هشام جيراندو.. سيرة نصّاب منكوب تحوّل إلى “سرباي” موهوب (كاريكاتير)

بعد سنوات قضاها هشام جيراندو داخل أسوار عالمه الوهمي و القائم على التصنع والزيف و تقديم نفسه كرجل أعمال ناجح يمتلك شركات ألبسة ويحقق أرباحًا خيالية و الإصرار على تكريس هذه الصورة لدى المتابعين المغاربة، ها هي ذي الحقيقة شرعت في الخروج إلى النور لتفضح هذا البلطجي ضاربة عرض الحائط كل ألاعيبه و عبثياته.

جيراندو انتشر له مؤخرا مقطع فيديو كالنار في الهشيم عرّى على جزء مهم من حياته الحقيقية في الديار الكندية، إذ ظهر وهو يعمل كنادل بمطعم ” La table du Maroc ” في مدينة مونتريال و هو المحل المملوك لزوجته بالشراكة مع مواطن مغربي آخر يدعى محمد جابر.

لقد أبان لنا هذا المقطع كيف تحول هشام الرعديد إلى مستخدم يسارع إلى توزيع طلبيات الزبائن مطأطئ الرأس على النقيض تماما من صورة رجل الأعمال و المؤثر الناجح التي لطالما روّج لهما عبر حساباته الرقمية، كما شكل صفعة أيقظت كل من صدّق و آمن بادعاءات مريض نفسي جاهد لارتداء عباءة “البزنس مان” الذي لا يتحدث سوى لغة الأرقام والمشاريع.

و بفضل مهاراته و براعته في استخدام أدوات العصر: مواقع التواصل، البذلات الفاخرة و سلاطة اللسان، فإن “مسخوط مو” بنى لنفسه شخصية مصقولة بعناية استطاع معها خداع  عدد من مستخدمي الويب الذين لا يملكون أي مناعة ضد أمثال كبير “الدجالين” هذا و الذي اصطدم بالحقيقة التي لا يمكنه تأجيلها إلى الأبد و التي تشبه الموت.. لا تعرف المجاملة و لا التفضيل.

حالة جيراندو المتدنية والمزرية التي بدت جليّة للعيان في الشريط المذكور نسفت كل خططه التي أراد تسويقها في مقاطعه الدعائية أو في خرجاته المتغطرسة مبرزةً أنه ليس سوى بائس مدان غيابيا ب15 سنة سجنا، دفعته الظروف لاستجداء مهنة بسيطة لدى زوجته نعيمة ديان التي عطفت عليه  لمّا “ضربوه القنات” في أقاصي شرق آسيا أثناء رحلته الفاشلة في البحث عن عمل.

هشام “السرباي” الذي لا يملك من رأسمالٍ سوى قناة على يوتيوب، استخدمها كمنصة لنشر محتوى مليء بالثرثرة والمبالغات، أوهمته ثقته بنفسه الزائدة عن اللزوم أو دعنا نسميها فرط الحماس excès de zèle أنه مستعد لتزويد موظفي المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني “الديستي” بملابس من شركاته الوهمية و هو الادعاء الذي تحول إلى مادة للتندر بين النشطاء المغاربة متساءلين كيف لخادم مقهى بالكاد يغطّي نفقاته اليومية أن يتكفل بلباس رجال أشرف و أطهر و أنقى منه بكثير؟.

المضحك أن جيراندو”جا يكحلها عماها” حينما همّ  بالدفاع عن نفسه بعد انتشار الفيديو/الشوهة لما قال إن سلطان بروناي، حسن بلقية، يشتغل أحيانًا كـ”جرسون” و ذلك لتبرير وضعه بمقارنة غير منطقية بينه و بين حاكم أغنى دولة إسلامية مما يظهر مدى ارتباكه وفقدانه للمصداقية أو بالأحرى “حافظ و ما فاهمش”. 

و بناءا عليه، ننصح جيراندو بالتركيز أكثر في وظيفته الجديدة و أن يتقن فنون الصبر و التواصل و أن يكون أكثر رشاقة و مرونة لأن التنقل بين الطاولات و حمل الصحون يحتاج للجهد و أن إسعاد الزبناء يستلزم الانتباه حتى يكون “البقشيش” أكثر سخاوة مما تجود به حقائب “العسكر” أو عائدات اليوتيوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى