هشام جيراندو الهارب من العدالة و”الوطنية الزائفة”.. رقصة ديك مذبوح غير مأسوف عليها !

في واحدة من أكثر محاولات التضليل وقاحة، خرج هشام جيراندو بتصريحات جديدة يحاول فيها ارتداء جبة الوطني الغيور، متحدثا بلغة لم يألفها متابعوه، بعدما قضى سنوات طويلة في الهجوم على المغرب ومؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة الملكية… فجأة، أصبح يتحدث عن الولاء والانتماء، ويتغنى بالثوابت، ناسيا – أو متناسيا – ما خلّفه وراءه من إساءات لا تُنسى.

لكن هذا التحول الغريب ليس وليد قناعة جديدة أو صحوة ضمير. بل هو تعبير صارخ عن الانهيار، في محاولة مكشوفة للهروب من الواقع المرير الذي يعيشه، بعدما ضاقت به السبل وأُغلقت في وجهه كل المنافذ. فعندما تسقط أوراق الحماية، يبحث صاحب السوابق عن أقنعة جديدة يختبئ خلفها. والوطنية، في حالة جيراندو، لم تكن يوما قناعة، بل أصبحت مجرد وسيلة للتمويه.

من يهاجم وطنه بالأمس لا يُمكنه أن يُقنع الناس اليوم بأنه مدافع عنه. ومن اعتاد استغلال معاناة الآخرين لكسب المال، لا يُصدق حين يقدّم نفسه على أنه شريف المبادئ. ومن وقف ذات يوم على منابر العداء التابعة للنظام الجزائري ومخابراته، لا تُؤخذ منه اليوم شهادات ولاء على محمل الجد.

التاريخ الرقمي لا يُمحى، والوقائع التي وثّقتها المقاطع المصوّرة تظل شاهدة على ما قاله، وعلى الأوصاف المشينة التي أطلقها في حق مؤسسات البلاد ورمزها الأعلى. واليوم، حين يعلن أنه عاد إلى “الرشد”، فإنه لا يفعل ذلك إلا لأنه بات بلا غطاء، بلا نفوذ، بلا منصة صاخبة، وحتى من اعتادوا التطبيل له، انسحبوا من حوله بصمت.

الأدهى من ذلك أن هذا الشخص، الذي يتحدث الآن عن “الكرامة” و”الحرية”، لم يتردد في وقت سابق في استغلال نساء مكلومات، وعائلات مهددة، من أجل جني المال مقابل حذف مقاطع تشهيرية. لقد حوّل قناته إلى أداة ضغط، لا وظيفة إعلامية.

وها هو اليوم يحاول قلب الصفحة، لا بحقائق جديدة أو موقف شجاع، بل بإدعاءات جوفاء لا يصدقها حتى من تفوّه بها. يظن أن إعلانه الجديد سيُعيد له المصداقية، أو يمنحه بعض الحصانة، لكن الحقيقة أن رصيده الأخلاقي قد نُهب بالكامل، وأن محاولاته لتغيير صورته لن تفلح أمام ذاكرة واعية لا تنسى بسهولة.

إن الدفاع عن الوطن لا يُمارس عند الضيق، ولا يُستدعى كورقة أخيرة. بل هو موقف أصيل، لا يليق إلا بأصحاب المبادئ. أما من خان وانقلب، فلا مكان له إلا في الهامش… حيث تنتمي كل محاولات التزوير والانتحال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى