المعفى عنهم يُعلقون أملهم على سماحة الصدر الملكي والبؤساء يٌعَلقون فشلهم “الحقوقي” على مِشجب المؤسسة الأمنية

لقد صار مسلما عندنا أن المؤسسة الأمنية، أصبحت الاسم الحاضر-الغائب في التحليلات السريالية للأحداث التي تقطع منها البلاد، سواء أكانت إيجابية أو سلبية. الكل انشغل فرحا في التفكير في الانفراجة الإنسانية التي نزلت شآبيبها على الوطن، منذ أيام، عندما تفضل الملك محمد السادس بالموافقة على منح عفوه السامي لجملة من الصحافيين والنشطاء المتابعين في قضايا الحق العام، إلا من تروقهم نظرية “خالف تعرف”. هؤلاء تحديدا يَنْزَوُنَ عن الإجماع المجتمعي، بل ويكيدهم الصالح العام، طالما يصب في اتجاه لَمْ الشتات والفرح بعودة الغائب أو حتى تفريج كربة مهموم، لأن في كل ما سبق قطع لمسببات رزقهم “السمين” واندحار لأطروحاتهم الموجهة حصرا صوب جعل المؤسسة الأمنية المغربية مِشجب لتعليق ضعف حُجيتهم.
ولأنه ليس بالضرورة أن تُعَبِّرَ كل طرق تحصيل الأرزاق عن نظافة أيدي أصحابها، فإننا نعي جيدا أن “باردين الكتاف” سيتمسكون إلى ما لا نهاية ﺑ “الجوكر الرابح” الذي اعتمدوه منذ أن انكشفت فصول الجرائم التي تورط فيها المفرج عنهم إلى أن انتهى بهم المآل سجناء. “يد المخزن تما”، إنه “الجوكر الرابح” الذي يضمن لهم انسيابية في الحديث والتحليل “اللارصين”. فبالاستناد إلى كلمة سرهم المذكورة أعلاه والعهدة عليهم، أضحت المؤسسة الأمنية تتمتع بصلاحيات “خرافية” تضرب في العمق إلزامية استقلال المؤسسات وتباين التخصصات. وبالسير على نهجهم تصبح المملكة كرسي يقف على رجل واحدة. فهل لكم أن تُنهوا حيرتنا وتوضحوا لنا كيف للكرسي أن يقف على رجل واحدة؟ رجاء أن تُطلعون أين تبدأ وتنتهي حدود السلطة الأمنية والقضائية ثم السجنية ببلادنا؟.
كلكم في “الحقوق” فاسدون ولا نستثني أحدا منكم، وكلكم شامتون ولا نستثني أحدا منكم في المفرج عنهم قبل إحاطتهم بالعناية الملكية. كلكم مغبونون ولا نستثني أحدا وأنتم تقذفون بجمرة المتابعة القضائية السابقة للمعفى عنهم في حِجْرْ الجهاز الأمني. كلكم في استمرارية سِجنهم راغبين ولا نستثني أحدا منكم. كلهم في تداخل المهام والنوايا ” مُنَعَّمُونْ ” ولا نستثني أحدا منكم. وكلكم في غض الطرف عن تاريخ الصحافيين مع آلية العفو الملكي منخرطون ولا نستثني أحدا منكم.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نُثني على عمل كافة مؤسسات الوطن، كل بحسب تخصصه ومهامه الدستورية. ولولا التعددية المؤسساتية لتمكن منا ضِباع الغاب وشهود الزور.



