كاريكاتير.. السلطات المغربية “تهذّب” عميل المخابرات الجزائرية فرانسيسكو كاريون و تمنحه تأشيرة الدرجة الأولى في رحلة “الأشخاص الغير مرغوب فيهم”

في خطوة حازمة تعكس يقظة الأجهزة الأمنية المغربية في مواجهة التهديدات والتجاوزات التي تستهدف استقرار البلاد، قامت السلطات المغربية بترحيل الصحافي الإسباني فرانسيسكو كاريون من مطار الداخلة إلى مدريد على نفس الطائرة القادم على متنها، وذلك بعد ثبوت أن زيارته للمملكة الشريفة يتجاوز حدود العمل الصحافي النزيه.

كاريون، الذي لا يمكنه أن يَخفى عن الأعين بسبب تصريحاته الفاضحة التي وصف فيها المغاربة بـ”الكلاب” و”المجانين”، لم يكن في الواقع سوى أداة إعلامية استُخدمت لخدمة أجندات سياسية مشبوهة و رغم زعمه الانتماء إلى صنف الصحافة المستقلة، إلا أنه يبقى مجرد واجهة إعلامية خاضعة لجهات استخباراتية لدولة معادية تروم النيل من سمعة المملكة المغربية.

و من خلال تصريحاته المسيئة والمتحاملة، كان كاريون يوجه سهامه نحو المغرب، وهو في الواقع لا يعبر عن رأي شخصي، بل ينفذ أجندات المخابرات الجزائرية حرفيا، التي لطالما حاولت التشويش على المؤسسات الوطنية المغربية عبر استغلال أبواق دعائية مغرضة لا تمت بصلة إلى الصحافة أو الموضوعية.

و مع تزايد المحاولات اليائسة من طرف النظام الجزائري وأذرعه الإعلامية لزعزعة استقرار البلاد عبر حملات تضليلية، فإن المغرب عازم على التصدي لمثل هذه الاختراقات و الدليل هو الإجراءات المماثلة التي اتخذتها السلطات ضد عدد من الأفراد الذين استغلوا حرية الصحافة كغطاء لتنفيذ أجندات تخريبية آخرها طرد كل من الصحافي الفرنسي كوينتان مولر والمصورة الصحافية تيريز دي كامبو، اللذان يشتغلان بمجلة “ماريان” بسبب التجاوزات التي ارتكباها أثناء تغطيتهما لكارثة زلزال الحوز سنة 2023.

لقد تجاوز فرانسيسكو كاريون كل الخطوط الحمراء.. كيف لا و هو الذي ما فتئ ينشر تقارير دورية “منحازة” غايتها تشويه صورة المغرب والإساءة إلى قضاياه الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، كما أنه مشهور بقربه من الأجهزة الاستخباراتية التابعة لنظام العسكر الجزائري، الشيء الذي دفع السلطات المغربية إلى اتخاذ الإجراء المناسب بحقه، من خلال اعتباره شخصاً “غير مرغوب فيه” والعمل على ترحيله الفوري، و التأكيد على أن المغرب لا يتسامح مع من يحاول العبث بأمنه القومي.

و في رده “العبثي” على الخطوة التي اتخذتها السلطات لمحاسبته على تصريحاته المسيئة، حاول هذا “العبيط” التمسك بمقولة: الصحافة ليست جريمة !!، في محاولة يائسة لتبرير زلاته وأفعاله المشينة. ولكن، بدلًا من أن يسهم هذا التسويغ في تصحيح موقفه أو تحسين صورته، فقد كشف عن وجهه الحقيقي، وهو وجه لا يمت بصلة إلى المبادئ الصحفية ولا المعايير الأخلاقية التي يُفترض أن تلتزم بها مهنة الصحافة.

لقد عرّت هذه المحاولة عن كون فرانسيسكو كاريون مجرد شخص يفتقر إلى أدنى قواعد المهنية، إذ إن الصحافة ليست مجرد أداة للتشهير أو الإساءة، بل هي رسالة تهدف إلى نشر الحقيقة وفتح النقاشات البنّاءة، وعندما يتحول الصحفي إلى مجرد جهاز دعاية يستخدمه الأعداء لأهدافهم السياسية، فإنه بذلك يساهم في تدمير مصداقية الصحافة ويغتال حرية التعبير، التي يفترض أن تكون أداة للتنوير، لا للفتنة.

إن المتأمل في تدوينات فرانسيسكو كاريون و الذي شكل سابقا موضوع شكاية من طرف اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، يعلم أن هذا الكائن تحول إلى أداة للسب والشتم، مستهدفًا المواطنين المغاربة بتوجيه الاتهامات الكاذبة ضدهم سواء عبر منبر “الإندبندينتي” أو عبر منصة “إكس” كما أن الأشد قسوة من ذلك هو سعيه إلى نشر خطاب الانفصال و التطبيل لجبهة البوليساريو، الشيء الذي يهدد وحدة المغرب و استقراره.

و عليه، فإن ما أقدمت عليه السلطات المغربية من خطوة حكيمة حينما قامت بإبعاد “النجس” فرانسيسكو كاريون عن أرضها، هو تصرف يُعبِّر عن وعي عميق وأخلاقي رفيع. فالمملكة المغربية، التي تمتد جذورها في عمق التاريخ وتظل حاملة لواء العزة والكرامة، لن تقبل أن يسير فوق ترابها شخص يحمل في قلبه آراءا مشبوهة وسمومًا تطعن في شرفها وعزتها، علاوة على أن هذا القرار لم يكن مجرد رد فعل، بل كان بمثابة إعلان صارم ورسالة جلية للعالم بأسره أن أرض المغرب الطاهرة لا مكان فيها إلا للنفوس النقية، ولا يليق بها أن يطأها من يحمل الأحقاد أو ينشر الفتن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى