بين تحريف القرآن و التشبه بالأنبياء.. توفيق بوعشرين يحاكي صاحب أكبر فتنة في التاريخ الإسلامي

في خضم عودته للميادين عبر بودكاست أسماه “كلام في السياسة“، عمد توفيق بوعشرين إلى لعب ورقة الدين حتى يستهدف بعض المتابعين العاطفيين ممن يعشقون سماع الكلام المعسول المغلف بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و يعمل على استقطابهم وبالتالي تدعيم قناته اليوتوبية.
لكن و نحن نتابع حلقات بودكاست توفيق بوعشرين، يخيل إلينا أن الزمن عاد بنا قرونا للوراء و بالضبط إلى عصر النبوة و ما صاحبها من اضطرابات و فتن، يبقى أشهرها ظهور شخصية سيكون لها بالغ الأثر في التاريخ الإسلامي و سيتناولها الرواة و المحدثون لعقود لاحقة، هذا الشخص يدعى مسلمة بن حبيب الحنفي المعروف بـ “مسيلمة الكذاب“.
و مما جاء في كتب السيرة أن مسيلمة الكذاب اشتغل طوال حياته تقريبا في أعمال الدجل و الشعوذة، كما يعتبر أحد أشهر من ادعى النبوة في زمن الرسول محمد ﷺ إلى جانب الأسود العنسي و طليحة بن خويلد، فضلا عن استعماله مكائد و خدعا عديدة لاستمالة المؤمنين و استجلاب أنظار الناس كي يؤمنوا به و بنبوته المزعومة.
الأدهى من ذلك، فقد خطرت ببال مسيلمة أو رحمان اليمامة كما لقبته بعض القبائل العربية، فكرة جهنمية اعتقد معها أنه سيتمكن بواسطتها إقناع أتباعه أنه هو الرسول الحقيقي الذي أنزل عليه الوحي و ليس محمد بن عبد الله، حيث نظم أبيات سجعية أراد من خلالها مضاهاة كلمات القرآن نذكر على سبيل المثال قوله “الفيل و ما أدراك ما الفيل .. له زلوم طويل” تشبيها لسورة الفيل الواردة في القرآن، أو حين قوله في محاولته محاكاة سورة الذاريات “والمبدرات زرعا و الحاصدات حصدا و الطاحنات طحنا و الخابزات خبزا”.. وهلم جرا من الكلام السخيف الذي لا معنى له و لا مضمون بل يثير السخرية لدرجة أن بعض القوم قالوا مازحين أن “قرآن محمد أنزل على قلبه و قرآن مسيلمة أنزل على بطنه”، لما علموا فيه من فراغ المحتوى و خواء الجوهر.
و بالرجوع لمسيلمة هذا الزمان، توفيق بوعشرين، فإن ما يجمعه بأبرز “مفتري” في التاريخ الإسلامي، الاستخفاف المبالغ فيه بالديانة الإسلامية و الضرب في مصداقيتها، و كيف لا و هو فرد من زمرة تجمع في طياتها البقايا الآسنة لليسار المعاق إلى جانب شرذمة من الحقوقيين و مدعي النضال، يعتنق غالبيتهم مذهب “اللادينية” كما يتشبعون حد الثمالة بالأفكار “الإلحادية” وذلك حتى لا يشعروا بالذنب حين يأتون الغلمان أو يتعاطون الخمور.. بل و يبيحون لأنفسهم العلاقات الرضائية، كما أن اغتصاب النساء على الأرائك و التحرش بالمستخدمات مسموح لديهم ناهيك عن التساهل مع خيانة الوطن بالتطبيل لأطروحة الانفصال تحت مسمى “تقرير المصير”.
ومما يشترك فيه المسيلمتان، القديم و الجديد، إلى جانب العمل على فتنة الناس، العبث بالقرآن الكريم وذلك حينما استخدم بوعشرين آية الإصلاح الواردة في سورة هود و نسبها بطريقة خبيثة لنفسه و أنه هو الوحيد القادر على إصلاح الويب المغربي و تخليصه مما يسميه دائما “التفاهة”.
وفي حالة ثانية، تحدث “صاحب الكنبة” عن السنوات السبع العجاف التي وردت في سورة يوسف، إذ ربطها بمكر و سوء نية بمحنته المزعومة في السجن و الأعوام التي قضاها وراء القضبان و التي ناهزت هي الأخرى الرقم سبعة، وفي ذلك دلالة واضحة على أن بوعشرين تجاوز أسلوب التشبيه و الاستعارة إلى تقمص دور الأنبياء و الرسل.
بوعشرين ليس الوحيد الذي يعتبر نفسه في مقام الأنبياء و الرسل، بل هناك من يفكر على منواله ومنهم أقرب مقربيه و الدليل الآية التي استخدمتها زوجته أسماء الموساوي قبل أن تحذفها لاحقا، ” ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين” والتي لا مبرر لها ولا سياق سوى انتشال زوجها من عالم أفلام “البورنو” إلى منزلة الأسياد المرسلين.
و سنختم مقالنا بطرح تساؤلاتنا المشروعة.. هل يريد بطل بودكاست “كلام في اللحاسة” بتجاوزاته الدينية و الأخلاقية الاقتداء بصاحبه مسيلمة الحقيقي الذي سعى من خلال أفعاله وخرافاته الحصول على الحظوة والجاه، بل والاستخلاف و نيل الحكم بعد رسول الله ؟ أم أن هناك أسباب خفية أخرى أكبر و أعظم لا يعلمها سوى توفيق و أسماء و جماعة المتملقين الفاسدين التي تحيط بهما ؟