الطوابرية و قضية توفيق بوعشرين.. الساكت عن الحق شيطان أخرس (كاريكاتير)

يبدو أن تداعيات الفيديو/الفضيحة الذي تسرب للصحفي توفيق بوعشرين، قد أصاب عصابة الطوابرية بالجنون إذ هرولوا للدفاع عن فتاهم المدلل و التماس العذر لـ”الشوهة” الجنسية التي عرت حقيقته بالكشف عن وجهه الواقعي كما نسفت خطاب المظلومية الذي اعتنقه لسنوات.
الحقوقيون المزورون مثل المعطي منجب و أشباه الصحفيين على شاكلة حسن المولوع و الريسوني أو حتى الذئاب الملتحية في نموذج حسن بناجح، كلهم اتفقوا على براءة بوعشرين محاولين تبييض صورته بالرهان على ورقة “العلاقات الرضائية”.
كان من المفترض أن يشكل الدفاع عن حقوق الإنسان هدفًا ساميًا يتجاوز الحسابات الشخصية والأجندات الخفية، لكن في حالة بوعشرين، تحول هذا الدفاع إلى أداة تبرير لممارسات مشينة.. حيث اصطفت هذه الشرذمة إلى جانبه تاركين الضحايا الحقيقيين من كاتبات و صحفيات و إداريات ممن تم استغلالهن أبشع استغلال من طرف زميل “مغتصب”.
عندما يحاول البعض تصوير بوعشرين كضحية، يخيل إلينا أنهم يسعون لإرسال رسالة مفادها أن الاعتداء على النساء و استباحة أعراضهن يمكن التغاضي عنه، الشرط الوحيد أن يكون الجاني ذو مكانة اجتماعية أو مهنية.
المؤيدين البوعشرينيين ليسوا الوحيدين الذين رغبوا في اختلاق الأعذار لـ “مولاي السلطان” خاصتهم، بل سبقهم في ذلك المحامي محمد زيان الذي أقسم بأغلظ الإيمان أن من ظهر في الشريط ليس بوعشرين على اعتبار أن “مؤخرة” الرجل الظاهر في الفيديو تزن طناً و نصف.
ما حدث في قضية بوعشرين يجب أن يكون درسًا لكل من اعتاد رفع شعارات حقوق الإنسان و العدالة و الاعتراف أن هذه الأخيرة لا تتحقق بالدفاع عن الجناة، بل بحماية الضحايا وضمان حقوقهم. و وحدها المواقف النزيهة والمبدئية هي التي ستعيد الثقة للمغاربة في العمل الحقوقي وتجعل منه قوة حقيقية لتحقيق العدالة في المجتمع.