عزيز غالي يدخل عالم “السفاهة” الرقمية

في عالم السوشيال ميديا، حيث أصبح كل شخص قادرًا على أن يتبنى صوتاً ويعبر عن رأيه بحرية، برزت شخصيات عديدة، بعضها يجتهد لتقديم محتوى ذا قيمة وأثر إيجابيين، بينما اختار البعض الآخر الطريق السهل للظهور من خلال الترويج للآراء السطحية أو الأكاذيب.

و ممن اختاروا الطريق الثانية، نجد عزيز غالي، الذي اعتاد ترويج الأخبار الزائفة و المضللة و إيهام الشعب المغربي بأن المستقبل سوداوي و مظلم، منصباً نفسه “براحاً” ينقل أفكار جمعيته البئيسة و التي لا زالت تتبنى أفكاراً ولى وقتها مع انهيار المعسكر الشرقي.

عزيز الذي سبق له أن وصف الأساتذة بـ “العطاشة”، لم يجد هو نفسه حرجاً في لعب هذا الدور، لما قرر دخول عالم الويب و الخروج بحوارات مسترسلة مع قنوات مختلفة و في وقت وجيز، محاولا إقناع نفسه أن النضال الإلكتروني قد يجدي أو لعله تمهيد لمنافسة المهداوي و هيام سطار و ولد الشينوية.

لم يفشل عزيز غالي في توسيع أفقه و أفكاره فقط، بل اختار بشكل متعمد أن ينحصر في دائرة ضيقة من الآراء السطحية التي لا تقدم شيئًا جديدًا للمغاربة، فما بين منصة “يوتيوب” الآن، و”فيس بوك” سابقا، تراه دائمًا يعيد نفس الجمل والكلمات المكررة و المفتقرة في جوهرها إلى التحليل المعمق، و بالتالي تدعنا نتساءل هل هو سعي لجذب الانتباه؟ أم أنه فعلاً يظن أن خطاب “التهويل” لا زال يحظى بالاهتمام كما كان “يغمق” علينا بها ذات زمن غابر ؟.

ربما أراد “الرفيق” إثبات نفسه بأنه مؤثر حقيقي مع حمل مشعل “الويب” المغربي بعدما وصلته الأصداء أن حملة تطهيرية انطلقت مؤخرا لتنظيفه من العفن الذي عشّش فيه لسنوات، و لو كلفه ذلك كيل الاتهامات يمنة و يسرة للمؤسسات الوطنية مع تمسكه الدائم بانتقاد ميزانية الدولة.

رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و المتخصص في الطب والصيدلة والطاقة النووية، وفي الفوسفاط والإحصاء والمؤشر الاجتماعي و الاقتصاد و الإعلام… و بقدر ما يزيد من سعيه إلى تسويق نفسه على الويب، بقدر ما تزداد شعبيته في الاندحار كيف لا و هو من ظل عالقًا في دوامة الخرافات و المعطيات الغير الدقيقة، مع تنصيب نفسه بطلاً مغوارا لا يشق له غبار.

و إذا كان نصف العلم أخطر من الجهل كما قالت العرب، فإن عزيز يلعب لعبة “جبل الجليد” في كل خرجاته بتقديمه رأس المعلومة فقط دون الخوض في تفاصيلها و التي بإمكانها فضحه إن هو فعل.

و لعل أبرز مثال على ما أشرنا له سابقا، تطرقه لرواتب موظفي الأمن والذين “دوروا لهم السمطة” مؤخرا هو و “سلكوط” كندا، بمساعيهم الخبيثة للتنقيص منهم، غير مدركين أن تضحيات هذه الأطر بمختلف الأجهزة التي تنتمي لها و صعوبة المهام التي تضطلع بها لن يستطيع غالي و “أشباه” مناضلي جمعيته القيام بها.

من يطعن في مغربية الصحراء كذلك لا هو عزيز و لا هو غالي، و نحن و بلادنا منه براء لأن قضيتنا الوطنية هي المنظار التي نرى به العالم بتعبير صاحب الجلالة.

ما يؤلمنا حقيقة أن مغربنا الراهن يستحق أفضل من هاته الوجوه و البروفايلات التي ابتلانا بها الباري تعالى، و التي تعيش خارج الزمن مع عقليات إن اتبعناها أصابتنا عدوى “السلوكَية” أو فيروس “تافهايميت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى