هربة بشار الأسد و “حصلة” حميد المهداوي (كاريكاتير)

غريبة هي المواقف التي صار يتبناها مؤخراً “مسخوط” الصحافة المغربية، حميد المهداوي، نظرا لحجم التعارض الكبير بينها، سيما تلك المتعلقة بالتطورات التي عرفها الملف السوري بسقوط نظام بشار الأسد.

المهداوي آثر الاصطفاف في طابور الرأي الداعم لرئيس النظام السوري البائد، فقط لأن هذا الأخير كان قد أعلن سابقا دعمه للمقاومة الفلسطينية، كما أنه لم يكتف بالإشادة به فحسب، بل ذهب إلى حد طلب “الغفران” للأسد طالباً منّا تطبيق سياسة “عين ميكة” عن كل ما اقترفه بشار سابقا ضد شعبه.

صاحب موقع “بديل” ناقض نفسه و أبى إلا أن يعبر عن رأي لا يتماشى مع وجهة نظر أغلبية “خوتو المغاربة” الذين لطالما اعتبرهم أكبر مسانديه في محنه السابقة، قبل أن تنكشف لهم حقيقته يوما بعد آخر.. زلة بعد أخرى.

هذا الموقف المتوقع طبعا من المهداوي وهو الخبير في اقتناص “الهوتة” الرقمية، يثير تساؤلات عديدة حول دوافعه وأهدافه من هذه المساندة اللامشروطة و محاولة تلميع صورة بشار الأسد الذي تربع لسنوات على عرش نظام دموي تسبب في قتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير و تشريد الملايين، زيادة على أنها تفضح خرقه لأخلاقيات العمل الصحفي على اعتبار أن دور الإعلامي هو نقل الحقيقة كما هي خصوصا في قضايا إنسانية مثل ما يقع في سوريا و ليس التطبيل للقمع و الظلم.

و الملاحظ أن آراء المهداوي حول القضية السورية لا يضاهيها سوى الموقف الذي تبنته الجارة الشرقية و حكامها “المهابيل” و إصدارهم بلاغا تضامنيا مع بشار فور اندلاع الأحداث قبل الإسراع لحذفه لاحقاً، مما يدل على ضعف البصيرة الصحفية لدى الأول و البصيرة الدبلوماسية لدى الثاني، و أنهما يحبذان التغريد خارج السرب.

تباين خرجات هذا اليوتوبر و ما تحمله من خطاب مليء بـ “الشعبوية” ليس له سوى تفسير واحد، أن الرجل “الريح لي جا يديه” و أنه مستعد للانخراط في أي قضية مهما كان طرفها المهم أن تدر مداخيلا “أدسنسية”، فضلا عن درايته الكبيرة في استثمار الأحداث لفائدته بشكل بئيس و لئيم.

في الختام، لم نعد نرى في حميد المهداوي سوى واحداً من هؤلاء الشرذمة من “التافهين” الذين غزوا مواقع التواصل الاجتماعي و الذين صاروا يتساقطون واحدا تلو الآخر بين أيدي العدالة بتهم مختلفة، و بالتالي فإن “نوبة” هذا البقباق في المحاسبة قادمة عاجلا أم آجلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى