زيادة جديدة مرتقبة في أسعار المحروقات ابتداءاً من 01 دجنبر المقبل

في الوقت الذي تتجه فيه أسعار المحروقات خاصة النفط نحو تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 2% بسبب تراجع القلق بشأن مخاطر الإمدادات العالمية، من المتوقع أن يشهد المغرب زيادة جديدة في أسعار هذه المواد، حيث سيرتفع سعر الغازوال بـ 20 سنتيمًا، بينما سيرتفع سعر البنزين بـ 10 سنتيمات، وذلك ابتداءً من يوم الأحد 1 دجنبر 2024، وفقًا ما أفاد به مصدر من الفدرالية الوطنية لأرباب وتجار ومسيري محطات الوقود بالمغرب.

وعند النظر في تطور أسعار المحروقات منذ الصيف الماضي، يبدو أن هذه الزيادة الطفيفة هي نتيجة سلسلة من التراجعات المتتالية التي سجلت في أسعار المحروقات منذ شهر غشت 2024. وفي بداية نونبر، كان قد شهد سعر البنزين انخفاضًا بـ 30 سنتيمًا للتر، بينما بقي سعر الغازوال ثابتًا دون تغيير. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة الجديدة تأتي بعد سلسلة من الانخفاضات المستمرة، حيث كان آخر ارتفاع في أسعار المحروقات قد حدث في بداية شهر يوليوز، حيث تراوحت الزيادة بين 16 و33 سنتيمًا، مما أثار القلق من تكرار السيناريو الذي شهدته المملكة في صيف 2021.

ويُتوقع أن تبدأ الأسعار الجديدة سريانها في جميع محطات توزيع المحروقات بدءًا من صباح يوم الأحد 1 دجنبر 2024، مع العلم أن الأسعار قد تتفاوت بين المناطق والمدن المغربية بسبب عوامل مختلفة مثل تكاليف النقل، بالإضافة إلى التفاوتات المرتبطة بالمسافة التي تفصل بين محطات الوقود ومناطق التوزيع، وكذلك السياسات التجارية لكل شركة من شركات توزيع المحروقات.

هذا و قد بلغ في الآونة الأخيرة سعر اللتر الواحد من الغازوال حوالي 11.27 درهمًا، بينما بلغ سعر اللتر من البنزين نحو 13.07 درهمًا.

وفي ظل هذه الزيادات الجديدة، يرى المتتبعون أن هذه التعديلات ستُساهم في إيقاف سلسلة الانخفاضات الأخيرة التي حدثت في أسعار المحروقات في المغرب.

أما على المستوى الدولي، فقد أظهرت أسواق النفط استقرارًا يوم الجمعة، مع تراجع الأسعار بنسبة 2% على مدار الأسبوع، وذلك في ظل تراجع مخاوف الإمدادات بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. ومع توقّع زيادة في المعروض النفطي عام 2025، لا تزال أسواق المحروقات تحت تأثير تلك المستجدات رغم التوقعات بتمديد خفض الإنتاج من قبل تحالف “أوبك+”.

ومن جانب آخر، أوردت وكالة “رويترز” أن انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هذا الأسبوع كان أكبر من المتوقع، مما أثار تكهنات بأن المعروض قد يقل في الفترة المقبلة. وتأتي هذه المعطيات في وقت حساس حيث يتوقع المراقبون أن يكون اجتماع “أوبك+” المقبل، والمقرر عقده في 5 دجنبر 2024، حاسمًا فيما يتعلق باتخاذ قرارات إضافية بشأن سياسة الإنتاج في ظل التوقعات العالمية الخاصة بتراجع العرض والطلب على النفط في 2025.

وفي الأسواق العالمية، تراجعت أسعار خام برنت بمقدار 4 سنتات إلى 73.24 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.8% ليبلغ 69.27 دولارًا للبرميل، وهو ارتفاع محدود بنسبة 0.8% مقارنة مع آخر إغلاق قبيل عطلة “عيد الشكر”. وعلى مدار الأسبوع، تراجع خام برنت بنسبة 2.5% بينما فقد خام غرب تكساس 2.9% من قيمته.

و على الرغم من هذه التقلبات في أسعار النفط، لم تُؤثر الأزمات السياسية في الشرق الأوسط بشكل كبير على إمدادات النفط العالمية، وهو ما يشير إلى أن هناك احتمالية لزيادة فائض المعروض من النفط في عام 2025.

يذكر أن توقعات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن الفائض قد يتجاوز مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل أكثر من 1% من الإنتاج العالمي للنفط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى