بلاطو رياضي بنكهة سياسية.. أبواق النظام الجزائري تشمت في هزيمة المغرب أمام مصر

من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، هو مثل شهير يضرب لمن ابتلاه الله بعيوب لا نهاية لها، وعوض أن يشغل نفسه بإصلاح اعوجاجه، تتفتق نباهته عن آخرها ويشحذ سكاكينه “الحافية” في جلد غيره.

لا يختلف اثنان عن كون حال جيران “هك” ينطبق عليهم المثل المذكور أعلاه، ورغم ذلك لا شيء يسليهم ويملأ فراغهم غير المغرب وما يجري داخل المغرب، وأي كبيرة وصغيرة تقع بخصوص المغرب خارج حدوده الترابية.

اليوم، انتهت مباراة ربع النهائي برسم كاس أمم إفريقيا 2021 المقام بالكاميرون، والتي جمعت المنتخب المغربي بنظيره المصري وأفضت إلى فوز هذا الأخير. الفوز كان متوقعا لكلا الطرفين حيث إمكاناتهما متقاربة، وبكل روح رياضية آلت كفة الفوز لدولة مصر. إلا أن دولة الكابرانات لها رأي آخر، ولن تجد فرصة مواتية أكثر من اليوم لتنفث سمومها على المغرب وتحمل مباراة كرة القدم ما لا تحتمله من تأويلات سياسية لا تحاك تفاصيلها إلا داخل قصر لمرادية وبين قيادات الجيش الجزائري المهوس بالمغرب.

المغرب وإن كان هذا الكلام سينزل علقما في حلق قادة الجزائر، خرج مرفوع الرأس لأنه بصم على أداء مميز منذ انطلاق أطوار الكان 2021 بالكاميرون، على خلاف المنتخب الجزائري الحائز على لقب كأس أمم إفريقيا سابقا، خرج مطأطأ الرأس باكرا في أولى تصفيات المنافسة القارية بعد أداء أقل ما يقال عنه دون المستوى ولا يليق أبدا بمنتخب نال شرف الفوز بكأس الكان.

ثم، ما يدعو للغرابة أكثر هو الحساسية المفرطة والمشكوك في أمرها التي تصدر عن أبواق الجنرالات كلما طرح ملف تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل للنقاش، فلا ينفك هذا الإعلام المأجور لكيل ما لذ وطاب له من السباب والانتقادات اللاذعة في حق المغرب، لأنه انخرط في هذه الخطوة علانية، في حين لا يجدون حرجا في التطبيل لمصر ولحكامها المطبعين مع دولة إسرائيل منذ 43 سنة على خلفية إبراما لاتفاقات السلام كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979. الاتفاقات إياها أبرمت مع الجانب الإسرائيلي على عهد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الذي خصه رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، بمناسبة زيارته الرسمية الأخيرة لمصر بحزمة من الورود ترحما على روحه.

وتأسيسا على ما سبق، يتبين بالملموس أننا أمام دولة تحكمها عصابة بمنطق ازدواجية المواقف والقناعات، وقد ابتلانا الله بجار ذي الوجهين جعل من المغرب شعار سياسته الخارجية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى