هل سيلتزم حميد المهداوي بالمقاربة العلمية بعد نيل الماستر؟ أم سيواصل سياسة “التضبيع” ؟

لا يختلف اثنان على أن لحظة نيل أي شهادة جامعية، سواء كانت إجازة أو ماستر أو دكتوراه، هي لحظة فريدة من نوعها لما تجتمع فيه من مشاعر الفخر والاعتزاز والفرح والنجاح… وهي بالتأكيد لحظة يحق لأي شخص الاحتفاء بها والاحتفال بها بالشكل الذي يروقه ويسعده… لكن يبدو أن ماستر المهداوي ليس ككل ماسترات خوتنا المغاربة الآخرين.
ماستر المهداوي فريد من نوعه، ليس فقط لأنه حظي بترويج بروباغندي مبالغ… وليس فقط لأنه حظي بكثير من التبجيل والتعظيم وكأنه إنجاز غير مسبوق… وليس فقط لأنه قُدّم على أنه انتصار وكأن صاحبه عاد من حرب تحريرية… إنه ماستر فريد من نوعه لأن صاحبه اجتمعت فيه كل المتناقضات… فلا ندري إن كان صحفيا أو يوتوبر أو مناضل أو حقوقي أو سياسي أو ذو توجه يساري أو إسلامي أو سني أو شيعي أو ملكي أو ثوري جمهوري…الخ.
من يتابع المهداوي جيدا، بالتأكيد يعلم أن ما يمارسه يمكن اعتباره أي شيء غير أن نعتبره صحافة ولا حتى “تايوتوبريت”… لأنه ببساطة لا خط تحريري واضح وثابت لديه غير “الخط الأدسانسي”… هو الذي يوجهه ويغير بوصلته نحو أكثر اتجاه مدر للدخل… حتى لو كان اتجاها تضليليا أو شعبويا أو حتى “تضبيعيا” يساهم في نشر الغباء والجهل والكذب…. لكن هل يا ترى عند تحضيره لمناقشة بحث الماستر اعتمد نفس الأساليب التي يطل بها على خوتنا المغاربة ؟؟ هذا هو مربط الفرس…
إن كان هناك من عتاب يُوّجه إلى حميد المهداوي، فإنه يجب أن ينصبّ في هذا الاتجاه…
فإذا كان المهداوي يسعى إلى تحقيق ذاته أكاديميا وعلميا وحتى اعتباريا، فإن ذلك من حقه… لكن ما ليس من حقه بتاتا وإطلاقا، هو أن في الوقت الذي يلتزم فيه بالمنهجيات العلمية الدقيقة في تحقيق أهدافه الشخصية، نجده يفعل العكس تماما مع خوتنا المغاربة باعتماده على أساليب الدجل والشعوذة عند تناوله لعدد من القضايا التي تهم الرأي العام، تحت مسمى وذريعة “هذا رأيي الصحفي”… فهل عندما كان يناقش بحث الماستر أمام اللجنة العلمية كان يناقشه برأيه الصحفي الشعبوي… أم كان يناقشه بعقلانية وبمناهج علمية وتاريخية دقيقة وبحقائق معقولة وثابتة؟؟
هل سيلتزم حميد المهداوي بالمقاربة العلمية بعد نيل الماستر؟ أم سيواصل سياسة “التضبيع” ؟