سليمان الريسوني ذهب ولم يعد.. جنون العظمة والانفصال يفترسان ملكة العقل لدى الرجل (كاريكاتير)

أحيانا والمرء يتخبط في أزماته النفسية الناجمة عن تضخم الأنا الأعلى لديه، يتيه من نفسه ولا يتوقف إلا وجنون العظمة متمكن منه. فكم من جَرْوٍ يرى نفسه أسدا وكم من بعوضة تجزم بأنها ملكة النمل، خُلقت لتسود وتُحاط بالخدم والحشم من صغار النمل المضطهدين من طرفها.

ووفقا لما ذُكر أعلاه، فإن الأشخاص الذين يعانون من الأنا المتضخمة يجدون ألف مبرر ومبرر لشهواتهم وغرائزهم “الشاذة”، بل ويُهيئ لهم عقلهم الطرق الكفيلة بالوصول إليها دونما لومة ضمير مفاجئة. فتجدهم يقفزون بسُير على كافة الحواجز والموانع التي تعثر مسعاهم. هذه الفئة من البشر لا وجود لرجاحة العقل في قاموسهم. وبالتالي يصبح دماغهم ضعيف التأثير على مجرى حياتهم، لأن مشاعر الأنانية والمغالاة في حب الذات وتغليب كفة الفردانية على روح الانتماء إلى المجتمع سمة تطبع سلوكياتهم اليومية. ولعل هذا ما يفسر بجلاء كيف تورط سليمان الريسوني في مراودة الشاب آدم عن نفسه وإتيانه بالإكراه. إنه جنون العظمة الذي يصنع لنا خارجين عن القانون والأعراف والدين.

إصرار في إنكار وقائع مثبتة بتسجيلات قدمها الضحية وقت المحاكمة لا يقابلها في الفداحة غير الارتماء في حضن صحيفة إسبانية يعلم القاصي والداني مدى معاداتها للمغرب ولوحدة أراضيه، إلا سليمان الريسوني لم يسعفه “قلمه” الفياض والمطلع على جزئيات المغرب وليبيا ومصر وسوريا، بل والعالم بأسره، من أن يعرف هكذا معلومة خطيرة من شأنها أن تعصف به في خانة المؤيدين لتجزيء الجغرافية الوطنية لصالح التائهين في الصحاري بدعم جزائري سخي. نعم، هكذا اختار سليل آل الريسوني أن يتملص من مسؤولية وضع يده في يد “صحافة الانفصال” الأجنبية. أيكون الرجل قد انقبض قلبه من أن تحوم حول شخصه تهمة “الانفصال” مثلا؟؟. من يدري بماذا يضيق صدر سليمان “اللاقانوني” من أسرار أخرى يحرص على دفنها في غياهب نفسه بعناية. الانفصال والشذوذ في صدر واحد، لا يمكن لحاملهما أن يهنئ في عيشته، لأنه يبدل مجهودا خرافيا كي يطل على مجتمعه بوجه وفكر مصطنع يرتكز أساسا على تمتيع النفس بأخلاقيات المدينة الفاضلة. ومن هنا يتسنى لأمثال سليمان أن يعلقوا  اضطهادهم المزعوم على مشجب “المخزن” المنزعج من أخلاقهم الفاضلة كما قلنا آنفا.

وكما يقول العرب قديما ربة درة نافعة، الرجل حل ضيفا على صحيفة “أشكاين” الالكترونية في محاولة بائسة لتغيير مسار عبثه بجسد الشاب آدم والرمي بالضحية في مرمى “المخزن” حتى تفاجأ المتحدث من أن شظايا الفكر الانفصالي قاب قوسين من أن تلتصق بشخصه. وإن غابت عن إدراكه أن الصحافي الإسباني فرانسيسكو كاريون من المنافحين الأشداء عن الطرح الانفصالي بالصحراء المغربية، فقد يغيب عن إدراك سليمان الريسوني أيضا أن من موجبات الطرد من رحمة الوطن الانفصال باعتباره خيانة عظمى لا تغتفر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى