أبو وائل الريفي يكتب: نصف انتصار على إسبانيا في ورطة غالي وموضة الإضرابات عن الطعام وأشياء أخرى
كشف أبو وائل الريفي في بوحه لهذا الأحد 30 ماي، عن بعض تفاصيل الأزمة التي تسببت فيها الحكومة الإسبانية الحالية مع المغرب.
وذكر بأن المغرب لا يخلط بين الملفات وله قدرة كبيرة على الفصل بينها والتمييز بين الخلافات الظرفية ذات الصبغة المؤقتة وبين العلاقات ذات الصبغة الاستراتيجية.
ويضيف أن هذا الأمر يعيه من خبر هذه الدبلوماسية جيدا في اللحظات المفصلية، ولذلك لم يتفاجأ المغاربة من تصريح الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو الذي كان في الحقيقة اعترافا عكس حقيقة وطينة وحكمة الاشتراكيين الإسبان العمالقة الذين فهموا المغرب وخبروا الخطوط الحمراء التي لا يتسامح بشأنها وهي المعاملة بالمثل والاحترام المتبادل.
ويعطي كدليل على هذه المعرفة الجيدة لمسؤولين إسبان سابقين ما صرح به ثباتيرو هذا الأسبوع في حديث مع تلفزيون “كانال سور” بأن المغرب كان دائما شريكا جديا وديناميا ومخلصا تجاه إسبانيا في محاربة الإرهاب الجهادي وفي سياسة الهجرة.
وأوضح أبو وائل لتأكيد صواب هذا التصريح بأن المغرب يقوم بمهامه العادية رغم الخلاف المغربي الإسباني الذي تسعى جهات وسط اسبانيا لتوسيع دائرته ليصبح خلافا مغربيا أوربيا.
وأشار الكاتب إلى العملية التي نجحت عناصر فرقة الشرطة القضائية بمدينة الناظور القيام بها وسط هذا الأسبوع حيث أحبطت محاولة للتهريب الدولي للمخدرات وحجزت خمسة أطنان و30 كيلوغرام من مخدر الشيرا بمنطقة “فرخانة”، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المغرب بذلك.
وبالعودة لتصريح ثباتيرو، يؤكد أبو وائل على أن هذا الأخير أصاب الحكومة الحالية في مقتل عندما صرح بأن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يظل الأساس لكل تسوية لهذا النزاع الإقليمي. وانطلاقا من هذه الشهادة، يعتبر كاتب بوح الأحد أن جيل العمالقة من الساسة الإسبان كانوا يعلمون حقيقة الدور المغربي وجدية المغرب في تمتين الثقة مع الإسبان
وبأن ثباتيرو لم يكن لوحده من العمالقة الذين نبهوا رئيس حكومة إسبانيا إلى أخطائه وزلاته في تعامله مع المغرب. “فليس هناك أبلغ من تصريحات خوسي بونو رئيس سابق المخابرات الخارجية الإسبانية ووزير دفاع أسبق الذي قال بأن عدم الاعتراف بمساهمة المغرب في إنقاذ أرواح الإسبان من خلال تحييد الخلايا الإرهابية هو بمثابة انتحار للحكومة الإسبانية، بدون أن ننسى وزير خارجية إسبانيا السابق خوسي مانويل ڭارسيا مارغالو الذي طالب بشكل صريح من حكومة بلاده إعادة النظر في مواقفها من قضية الصحراء في السياق الجيوستراتيجي الجديد في المنطقة.”، يضيف أبو وائل.
ويعتبر هؤلاء المسؤولين من الأصوات العارفة بحقيقة المطبخ الداخلي لإسبانيا الذين يقدرون المغرب وحقيقة تعاونه الصادق مع إسبانيا حق تقدير.
ويتوقع أبو وائل، الآن بعد أن تأكد رئيس الحكومة الإسبانية من صحة التقديرات التي أطلقتها جهات وازنة في الجهاز التنفيذي الإسباني، أن بيدرو سانشيز يتجه إلى أخذ القرار الصائب الذي سيفاجئ الجميع لأن إسبانيا تبقى هي الرابح الأكبر من عودة الدفء إلى العلاقات مع المغرب على أساس المصالح المشتركة، فليس من قبيل اللغو أن يقول ثباتيرو أن العلاقات مع المغرب ضرورية لأمن واستقرار إسبانيا.
وفي ذات البوح، أوضح أبو وائل أن لعبة الكتابة بالإنجليزية والاستعانة بخدمات إعلاميين أجانب ونسب المواقع إلى دول أجنبية لم تعد تنطلي على أحد، والكتابة الهاوية على مدونة مواقع مشهورة لم تعد تخدع إلا المبتدئين، والمقالات المكتوبة تحت الطلب بهدف تصفية حسابات مع دول تتمسك باستقلاليتها وسيادتها لن تركع شعوبا صارت تفهم أن خلاصها في استقرارها وقوة مؤسساتها.
ولم يفوت أبو وائل هذا البوح دون الحديث عن موضة الإضرابات عن الطعام المتقطعة، التي يتم تدويلها بعدما ورط المعطي بنصائحه الماكرة كلا من سليمان وعمر راضي بالدخول في إضراب مفتوح للضغط دوليا. متسائلا عما إذا كان هذا النوع من الإضرابات على القضاء؟ أم على من؟
صاحب البوح يؤكد أن القضاء لن يخضع للابتزاز بهذه الطريقة وإلا سيفشل في اختبار المصداقية والاستقلالية، وسيؤسس لعرف لن ينتهي في هذه الحالة. ولن تقصر مندوبية السجون في مهمتها للحفاظ على الوضع الصحي لنزلائها بتقديم الخدمة الصحية التي يتطلبها وضعهم، ولو كان البعض يعتبر لاكتشف أن شفيق العمراني خرج في وضع صحي غير كارثي كما رآه المغاربة يبحث عن فرصة للحديث إلى هذا المنبر أو ذاك دون شعور بإرهاق.
رابط مقال البوح كاملا لهذا الأحد 30 ماي:



