الصحافة الفرنسية: الجزائر تطارد اللغة الفرنسية في المدارس

مع إنطلاقة الموسم الدراسي الجديد تفاجأ عدد كبير من المدارس الخاصة بالجزائر من قرار السلطات الجزائرية والذي يقضي بتوقف تدريس المناهج الفرنسية فيها، وهو الشيء الذي يعتبره  الأساتذة الجزائريين مربكا للوضع الدراسي للطلاب الذين تلقوا تعليمهم منذ المرحلة الابتدائية في مدرسة خاصة تدرس حسب هذا المنهج الفرنسي، كما أنه يهدد مستقبل المدارس الخاصة التي تعتمد على تدريس هذه اللغة.

وحسب صحيفة “le monde” الفرنسية، فقد أتاحت وزارة التربية الوطنية الجزائرية لبعض المدارس متابعة المنهج الفرنسي شريطة إقرانه بالمنهج الوطني العربي وهو ما تعتبره المدارس الخاصة بتجاوز و إنتهاك لخصوصية المدرسة و ان القانون لا يسمح بذلك، و لكن يتم التسامح مع مثل هذه القرارات بتواطؤ السلطات.

ووفق الصحيفة الفرنسية، فقد توصلت البعثات الفرنسية في مطلع شهر غشت برسائل تنبهية تدعوها للتراجع عن منهجها و تتابع قضائيا و تغلق نهائيا.

وتضيف الصحيفة، بعد تصريحات إيمانويل ماكرون بشأن “النظام السياسي العسكري” الجزائري الذي تسبب في أزمة دبلوماسية خطيرة بين باريس والجزائر، قام مفتشو التعليم الوطني بالفعل بزيادة عمليات التفتيش غير المعلنة في المدارس الخاصة للتأكد من أن المناهج الوطنية يتم تدريسها بشكل جيد و إجبارهم على التخلي عن المنهج الفرنسي، وهو ماجعل   بعض المؤسساتتمتثل لقرار السلطات الجزائرية، في حين قررت مؤسسات أخرى إغلاق أو تغيير وضعها، والانتقال من التعليم إلى التدريب، مع خطر أن يجد الطلاب أنفسهم خارج المدرسة.

وفي الوقت الذي تعيش فيها المدراس الفرنسية أحلك إيامها بدأت اللغة الإنجليزية  تفرض نفسها داخل المؤسسات العامة بهدف استبدال الفرنسية مع إلزامية تدريس العربية في المدارس العامة والخاصة  لمدة خمس ساعات في الأسبوع.

وترى الصحيفة الفرنسية أن سبب الحظر المفاجئ للبرنامج الفرنسي في المؤسسات الخاصة، راجع بالأساس الى التوتر الحاصل بين باريس و الجزائر العاصمة ، وأيضا إستجابة  للانتهاكات التي ترتكبها بعض المدارس، التي فضلت المواد الفرنسية على حساب المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى