طارق المالكي.. النموذج الحي للنخبة المثقفة التي تعتبر نفسها فوق القانون

على الصعيد العالمي، تُعرف الفئة المثقفة بأنها مجموعة من الأشخاص المتعلمين و المنخرطين في الأعمال التي لها دور نقدي وتوجيهي وقيادي في تشكيل ثقافة وسياسة مجتمعهم و النهوض به.

لكن في المغرب، يوجد لدينا نوع خاص من “النخب” يعيش في عالمه الخاص، بمبادئ و منظومة تريد أن تظهر للرأي العام أنها غير خاضعة للقوانين و الأحكام و التشريعات التي تنطبق على بقية المواطنين المغاربة.

و الحديث هنا عن مدير المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات “ISCAE” بالرباط، الدكتور في الاقتصاد، طارق المالكي، نجل الوزير الاشتراكي الأسبق، والرئيس السابق لمجلس النواب، لحبيب المالكي، الذي يشرف اليوم على المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.

و سبب هذا القول، أنه قبل أيام، بينما كان طارق يقود سيارته عبر أزقة حي الرياض بالرباط، ارتكب هذا الأخير مخالفة مرورية اضطر معها شرطي المرور إلى أمره بالتوقف.

إلا أنه و حسب شهود عيان الذين حضروا الواقعة، و تعرفوا على هوية السائق، صرحوا أنهم أصيبوا بالذهول من موقفه المفاجئ وغير المسؤول، و ذلك عندما رفض الامتثال لتعليمات الشرطي مفضلاً الفرار بشكل مخجل.

القصة لم تنته عند هذا الحد، فقد أفادت بعض المصادر المقربة من فتى لحبيب المالكي “المدلل” أنه تلقى استدعاءاً للحضور إلى مقر دائرة الشرطة، الشيء الذي رفض الالتزام به.

كل ذلك يعطي انطباعاً أن المستوى الثقافي و الفكري للشخص لا ينعكس بالضرورة على أفعاله و سلوكياته في حياته اليومية، كما أن وجود أمثال هؤلاء على رأس المؤسسات الجامعية و التعليمية التي لها دور في بناء أجيال الغد، يدق ناقوس الخطر و يلزمنا بإعادة التفكير في معايير التعيين في مناصب المسؤولية بتبني مبدأ الموضوعية و الاعتماد على الكفاءة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى