مونديال قطر 2022.. انتصار المغرب التاريخي على البرتغال يزعج اليمين المتطرف والصحافة الفرنسية (فيديو)

لكل طريقته الخاصة في الترويج لنفسه طمعا في ارتفاع مؤشرات أسهمه، لكن الصحافة الفرنسية ممثلة في قناتي “السي نيوز” و ” تي إف 1 ” قد خالفت كل التوقعات واختارت العنصرية والتنمر كوسيلة قذرة للنيل من المشجعين المغاربة باعتبارهم عربا ومسلمين.

وخلطا منه للرياضة بما هو ديني وعرقي، انبرى يان بارتيز، مقدم أحد البرامج الساخرة Quotidien على قناة تي إف 1 التابعة للتلفزيون الرسمي الفرنسي، بمعية ضيوفه في تمرير لقطات مجتزئة من لحظات احتفال مغاربة باريس بتأهل المنتخب المغربي لدور نصف النهائي برسم كأس العالم 2022، حيث سيواجه نظيره الفرنسي.

وكما جرت العادة، يهرول الصحافيون ناحية المشجعين لأخذ تصاريح منهم حول المباريات ونتائجها، وكثيرا ما رأينا مشاهد يحرص خلالها هؤلاء على وضع أعلام بلدانهم على أكتاف الصحافيين في تصرف عفوي. لكن الصحافة الفرنسية المتحاملة على المغرب وجدت ضالتها في هذا المشهد، واختارت أن تعطيه أبعادا أخرى ما أنزل الله بها من سلطان. فمن منظور اليمين الفرنسي المتطرف، تعرض أحد مراسلي القناة التلفزية المذكورة بباريس للتعنيف على يد من وسمتهم ﺑ وصف “الأوباش” العرب المسلمين، لمجرد أنهم منحوا محاورهم شرف التحاف العلم المغربي الأحمر ذي الدلالة “الدموية”، بحسب ما جاء على لسان مقدم البرنامج الفرنسي الساخر.

“إننا نتحدث عن الرياضة”، عبارة رددها مقدم البرنامج الفرنسي الساخر بكثير من الحَنَقْ وسط ضحكات وقهقهات ضيوفه ذوي النزعة التنمرية، متغافلا عن عمد أن الرياضة في حد ذاتها إنما هي ممارسة تهذب النفس وتزيد المرء تقبلا للآخر ولانتصاراته بصدر رحب وبكل روح رياضية. فمتى ما فُتِحَ النقاش عن الدين والأعراق في جو رياضي محض هنا لا يستقيم بتاتا التبجح ﺑ”إننا نتحدث عن الرياضة” لأنها ببساطة بَرَاءْ من أي نزعة عنصرية قد يتم الترويج لها باسمها.

ولإكساب خطابه العنصري الساخر مزيدا من الشرعية والتأييد، مرر مقدم البرنامج لقطات سريعة تهم في مجملها ارتسامات عدد من المحللين الرياضيين على قناة “السي نيوز” الفرنسية، حول احتفالات المشجعين المغاربة بفرنسا. خطاب مُوغِلْ في التمييز العنصري واتهامات باطلة بوجود ميولات انتقامية لدى المشجعين المغاربة تعود إلى الحقبة الاستعمارية، بل من هؤلاء المحللين من ذهب في تحليلاته السريالية حد التحريض على نزع الجنسية الفرنسية عن هؤلاء المشجعين المغاربة ممن احتفلوا بشارع الشانزليزيه بانتصار المنتخب الوطني. وبكل سذاجة، يتساءل آخرون لماذا لا يشجع المغاربة الحاملين للجنسية الفرنسية المنتخب الفرنسي.

وهاهم المغاربة أصبحوا بين عشية وضحاها، منخرطون في غفلة منهم، في حرب أهلية ومنهم من أسماها ﺑ “حرب العصابات” تستهدف استقرار فرنسا والفرنسيين. لذلك، سارعت شرطة باريس إلى وأد احتفالات مغاربة فرنسا عبر اعتقال  أزيد من 100 مشجع مغربي في منطقة باريس الكبرى خلال ما وصفته ﺑ أعمال عنف اندلعت في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، بعد أن وصل منتخب “أسود الأطلس” إلى دور نصف نهائي كأس العالم المقام في قطر.

هل بلغ الخوف والرعب الفرنسيين من مواجهة أسود الأطلس غدا الأربعاء، مداه بحيث صارت كل الوسائل متاحة ومباحة لإخراس زئيرهم وإقبار حلم قارة بأكملها في التتويج بالكأس؟ أتعتقد فرنسا وأبواقها الإعلامية المتحاملة أن بهذا النهج قد تحبط عزائم المغرب الذي يحمل على عاتقه تطلعات الأفارقة والعرب؟ وإنَّ غداً لناظِرِه لَقريبٌ حيث الإجابة الشافية ستكون داخل الميادين وبين الأقدام الذهبية التي حَبَا الله بها عناصر وليد الركراكي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى