ارتجالية وتعنت في القرارات.. وزير الصحة خالد أيت الطالب يشحذ سكاكينه في جلد المواطنين والمؤسسة الأمنية

الكل تابع بآسف كبير تداعيات القرارات الارتجالية التي اتخذها وزير الصحة خالد أيت الطالب، العائد لتوه إلى وزارة الصحة من “لباب لكبير”، حيث زرع العجلة في المواطنين المغاربة للإسراع بأخذ نصيبهم من جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا، للتمكن من استصدار جواز التلقيح الذي لن تستقيم بدونه، من الآن فصاعدا، الحياة اليومية للمواطن.
قرار مستعجل كهذا لم يشهد على ردود الأفعال المصاحبة له إلا رجال الأمن ممن وجدوا أنفسهم، بين عشية وضحاها في مواجهة مجانية مع المواطنين في مختلف المدن المغربية. مواطنون ممن يتخيلون أن المؤسسة الأمنية الساهرة على حفظ الأمن العام لها يد في ذلك. في وقت اجتهدت وكدت فيه المؤسسة الأمنية في سبيل بناء سمعة ومكانة لها في قلوب المواطنين وفتحت قنوات للتواصل وللإنصات لنبض الشارع.
المظاهرات التي انطلق التخطيط لها على شبكات التواصل الاجتماعي ونظمت في مختلف المدن المغربية رفضا لإلزامية جواز التلقيح مرت بردا وسلاما بفضل حنكة رجال الأمن الذين تسلحوا برباطة الجأش في مواجهة استفزازات بعض المواطنين ممن يحملون المؤسسة الأمنية وزر قرارات وزارة الصحة.
تدبير ملف جائحة كورونا يحتاج إلى الرصانة والتعقل في اتخاذ القرارات والتواصل المستمر مع المواطنين، وهو ما لا يتوفر في شخص السيد خالد أيت الطالب، لأنه كان دائم التقصير في إطلاع المغاربة بمستجدات الوضعية الوبائية بالمغرب، ويشتغل بشكل فردي لإثبات نفسه في سياق دولي موبوء يحتاج لنكران الذات لإنقاذ البلاد والعباد من تداعيات الفيروس.
ما عايناه إثر الاحتجاجات الرافضة لإجبارية جواز التلقيح يؤكد بالملموس أن الفردانية في الاشتغال وغلق قنوات التواصل مع المواطنين من شأنه هدر ما يزيد عن سنة ونيف من الثقة التي بنيت بين الدولة والمواطن حتى في أحلك فترات الجائحة أيام الحجر الصحي الشامل.