بالأمس “الأشبال يزأرون” بقسنطينة واليوم سيارات “صنع في المغرب”.. مناورات النظام الجزائري لم تعد تواكب نجاحات المغرب
يقول أسلافنا الكرام “كون سبع وكولني”، والجزائر المتمرسة في إطلاق قذائفها صوب المغرب، تعي جيدا أن سياسة التبخيس تبقى آخر الحلول المتاحة في وجه الكارهين والناقمين على نجاحات دول أو أفراد بعينهم. فأي مصداقية اليوم قد يكتسبها نظام حاكم كان السَبَّاقْ في خلق كيان انفصالي في المنطقة المغاربية مقابل نظام آخر انخرط، منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المغرب، في مسار تحديث وتطوير بنياته التحتية وها هو اليوم يلج نادي الدول المصنعة للسيارات في نوعها الصديق للبيئة “سيارات الهيدروجين الأخضر”؟.
“شتان بين المشرق والمغرب”، نظام سياسي يكرس الفتنة والشتات ولو على حساب نماء ورفاه مواطنيه، مقابل نظام آخر يستثمر موارده ووقته لخدمة مواطنيه. فمن الطبيعي جدا أن تتعلق عصابة العسكر الفاشلة بأهداب المغرب، كون الأخير أصبح رقما صعبا على المستوى الإقليمي ومكانته الدولية آخذة في الانتشار. والصورة وإن بدت للوهلة للأولى هي مجرد تكسير المعنويات والتشويش المطلق على نجاحات المملكة، ولكن الأمر يجد مبرراته أيضا في جنوح الماكر إلى الاستفادة من الصورة المشعة التي أصبح يتمتع بها المغرب. أو بمعنى أصح، الجزائر ما فتئت تنزوي أكثر فأكثر، ولو كانت عودتها للمشهد ممكنة، ستكون لا محالة من بوابة الخوض في سيرة المغرب بدون وجه حق، وهذا ما يسمى ﺑ “الاستفادة من تألق الغير”.
صدقا الجزائر في موقف لا تحسد عليه، فكيف لها أن تتحمل الضربات المتوالية القادمة من جارها المغرب. فبالكاد تغالب الزمن وتستشير شيطانها كي تكسر شوكة منتخب الأشبال الذي تجاوزها وحجز مقعدا له في نهائي كأس إفريقيا للأمم ضد نظيره السنغالي، حتى خرجت لها سيارات الهيدروجين المغربية من حيث لا تدري، وصارت مطالبة بالتفاعل “الخبيث” كعادتها مع الحدث، عبر تعبئة أبواقها الإعلامية للضرب في مبادرة “صنع في المغرب”. هو عمل شاق ومستنزف نفسيا أن تنشغل الجزائر قيادة بما يقع في الضفة الأخرى مع جارها المغرب، حتى تَوَلَّدَ الشعور لدى حكامها أنهم خُلِقُوا لكي يُفْتُوا في شؤون المغرب، أما الشعب الجزائري فلا حاكم يرعاه ولا سَاسَة يقولون “اللهم إن هذا لمنكر”. الكل يَرْخَصْ ويَهُونْ في سبيل عرقلة قطار المغرب الذي لا علم حتما للقيادة الجزائرية أننا نسميه “عويطة”.
وكعادتها “سخافة” نظام الكابرانات “دارت خدمة نقية”، حينما اعتقدت أن الحديث عن شركاء أوروبيين للمهندس المغربي الشاب صاحب مشروع “سيارات الهيدروجين” قد ينزع عن المغرب كونه تَقَدَّمَ بمشروع واعد ومبتكر في إنتاج أول سيارة محلية تعمل بالهيدروجين الأخضر. بل حتى صاحب المشروع نفسه فوزي نجاح المؤسس المدير لشركة “نامكس”، سبق له وصرح قائلا في حوار صحفي، منذ سنة تقريبا، مع جريدة مغربية: “لدينا أكبر الشركاء الصناعيين والتقنيين في العالم، وسنقوم بأول دفعة إنتاج في نهاية عام 2025″، وزاد: “نهدف إلى إنشاء مصانع إنتاج في المغرب. وهذا المشروع يربط بين أوروبا وإفريقيا، وعلى وجه الخصوص بين أوروبا والمغرب. ابتكارنا هو مشروع جماعي تم بناؤه مع أفضل الشركاء الصناعيين والتقنيين في أوروبا وإفريقيا، وطموحنا ذو شقين: الأول أن نكون عنصرا مرجعيا جديدا في عالم السيارات عديمة الانبعاثات، والثاني استكشاف ابتكارات جديدة مع عملائنا باستمرار لتسهيل التنقل”.
إذن، أي جديد قد أتت به أبواق نظام الكابرانات التي تسعى جاهدة لإيقاع المغرب في الخطأ؟ علامة “صنع في المغرب” قد دخلت نادي مصنعي السيارات عبر العالم، والمكتسب والقادم لا يتأتى إلا بالعمل الجاد والرصين بعيدا عن المزايدات الفارغة. ومن هذا المنبر، ندعو النظام الجزائري أن يطلق طلبات العروض لإيجاد مصنعين محليين قادرين على تزويده بكراسي متحركة تحمل علامة “صنع في الجزائر”، لأن قواهم سَتَخُورْ مع الزمن ومع توالي نجاحات المغرب وسيحتاجون معها كراسي متحركة تقوم مقام “سيقانهم”.



