“ها الغدر بدا”.. انقلابي يستقبل انفصالي في موقف عدائي صريح لتونس ضد المغرب
في موقف عدائي خطير وغير مسبوق، خصص الرئيس المطعون في شرعيته، قيس سعيد، استقبالا رسميا لزعيم الكيان الانفصالي البوليساريو، للمشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8”، التي ستحتضنها تونس يومي 27 و28 غشت الجاري.
واعتبر مراقبون أن هذا الاستقبال يؤكد اصطفاف الرئيس المطعون في شرعيته قيس سعيد إلى جانب الأجندة التقسيمية لنظام الجزائري، التي شرع في نهجها ضد المغرب منذ حوالي 50 سنة. كما سيكون قيس سعيد بذلك الحاكم العربي الوحيد المطبع مع الكيان الانفصالي للبوليساريو المعادي للوحدة الترابية للمملكة.
وقد أثار هذا الاستقبال موجة غضب عارمة وسط المغاربة، حيث عبروا عن استنكارهم الشديد لما أقدم عليه هذا البلد الذي لطالما وقف المغرب إلى جانبه في الشدائد، حيث كانت المملكة المغربية السباقة إلى إرسال المساعدات الطبية والغدائية في عز أزمة كورونا التي كانت تواجهها تونس، في الوقت الذي تخلى عنها الجميع.
فلازال الجميع يتذكر الالتفاتة الملكية الفريدة، تجاه الشعب التونسي خلال ذروة جائحة كورونا، بإرسال مستشفى ميداني جاهز ومجهز. كما كانت 12 طائرة مغربية قد حطت بتونس في إطار الجسر الجوي لنقل المساعدة الطبية العاجلة التي أمر الملك محمد السادس بإرسالها إلى تونس، التي تشهد تدهورا في الوضعية الوبائية المرتبطة بكوفيد-19.
هذا ناهيك عن المواقف الصارمة التي ما فتئ يعبر عنها الملك محمد السادس ضد كل من كانت تسول له نفسه المس باستقرار وأمن تونس، فكان القائد العربي الوحيد الذي خرج وتجول في شوارعها في عز الأزمة الأمنية التي كانت تمر منها، للتأكيد على أن تونس والمغرب لا يخشيان الإرهاب.
وردا على هذه الخطوة العدائية الصريحة، أفاد بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن المملكة المغربية قررت استدعاء سفيرها في تونس للتشاور، بسبب “الموقف العدائي والمتحيز للدولة التونسية، المنافي للعلاقات الأخوية التي حافظ عليها البلدان”.
وذكر البلاغ أن “المواقف والتصرفات السلبية تضاعفت في الآونة الأخيرة تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، فقد أكد موقف تونس في إطار عملية التيكاد (منتدى التعاون الياباني الأفريقي) عداءه الصارخ… عندما قررت خلافا لنصيحة اليابان وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، من جانب واحد دعوة الكيان الانفصالي”.
ووصف بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون الدولي “ترحيب رئيس الدولة التونسية بزعيم الميليشيا الانفصالية بأنها عمل خطير وغير مسبوق، يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية”.
وعلى ضوء هذا الموقف العدائي، يقول البلاغ، “قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في قمة التيكاد الثامنة المنعقدة في تونس يومي 27 و 28 أغسطس، واستدعاء سفير جلالة الملك بتونس للتشاور على الفور”.
ولفت بلاغ الخارجية إلى أن “هذا القرار لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربي والتونسي، اللذين يربطان تاريخ ومصير مشتركان… كما أن القرار لا يشكك في التزام المملكة المغربية بمصالح إفريقيا وعملها داخل الاتحاد الأفريقي، ولا في التزام المملكة في منتدى التعاون الياباني الأفريقي”.



