زيارة أردوغان للجزائر.. ظاهرها تبادلات اقتصادية وباطنها صفقة تسليم المعارضين

يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة إلى الجزائر، و ذلك بناء على دعوة من نظيره عبد المجيد تبون.

ويتوقع أن يتاقش الرئيسان عددا من القضايا الاستراتيجية، على رأسها الحرب في غزة، فضلا عن تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال توقيع اتفاقيات تعزز التبادل التجاري بينهما.

و على عكس الظاهر، فإن العلاقات، بين أنقرة والجزائر، ليست دافئة كما اعتاد القادة الجزائريون وصفها في خرجاتهم الرسمية، إذ هناك عدد من القضايا التي تشكل محور الخلاف بينهما، و تؤدي إلى تأجيج التوترات، لا سيما لدى الجانب التركي.

وعلى ما يبدو فإن هذه الزيارة تتخللها نقطة حسّاسة للغاية، وهي رجال الأعمال الأتراك المعارضين الذين يتوفرون على استثمارات في الجزائر، و الذي لطالما مارس رجب الطيب أردوغان الضغط على نظيره الجزائري عبد المجيد تبون قصد تسليمهم لتركيا.

وحسب مصادر “مغرب-أنتلجونس”، فالأمر يتعلق بقضية سرية للغاية ولا يتم الحديث عنها إلا نادرًا بسبب حساسيتها، إذ أن أنقرة تطالب الجزائر بتسليمها مقربين من الملياردير التركي-الأمريكي يونس دوغان المقيم في تكساس، والذي يقوم بعدة أنشطة اقتصادية في الجزائر، خاصة في مجالي البناء والفلاحة. وهو المعروف بدعم فتح الله غولن، العدو الأول لأردوغان.

هذا التقارب بين الشخصيات الجزائرية ودوغان، أغضب أنقرة، التي طالبت بتسليم صهر رجل الأعمال الأمريكي التركي، والمدير الرئيسي لأعماله في الجزائر، وهو يلماز بارين، الذي يدير أكبر شركة تركية للبناء في الجارة الشرقية، وهي “Atlas Génie Civil”، التي تتولى بناء آلاف الوحدات السكنية، مستفيدة من تمويل عمومي جزائري.

وبالتالي، فإن تطور أعمال هؤلاء المعارضين الأتراك، الذين شيطنهم أردوغان، في الجزائر، يزعج أنقرة بشدة.

نفس المصادر قالت أن الجزائر وعدت تركيا بدراسة متأنية وجدية للطلبات القانونية المقدمة إليها من قبل القضاة الأتراك.

وذكر “مغرب إنتلجونس”، أن تطور أعمال هؤلاء المعارضين الأتراك، يزعج أنقرة بشدة، الأمر الذي دفعه لتجديد طلبها للجزائر، التي وعدت بدراسة متأنية وجدية للطلبات القانونية المقدمة إليها من قبل القضاة الأتراك.

و تابع إلى أن يلماز بارين، والمقربون من يونس دوغان، محميون في الوقت الحالي، لأنهم أبرموا صفقات تجارية مع العديد من القادة الأقوياء وسط النظام الجزائري.

و في الوقت الحالي، لا يزال يلماز بارين ومعاونوه وكذلك المقربون من يونس دوغان في الجزائر محميين بسبب علاقاتهم القوية مع تبون وعشيرته. والتخلي عنهم لا يبدو حتى الآن خيارا ممكنا للنظام الجزائري، حتى لو كان هذا الموقف يثير استياء “الصديق أردوغان” ويخيب آماله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى