البرتغال.. قضية فساد في مجال الطاقة تعصف بحكومة أنطونيو كوستا

منذ فوزه الكبير في الانتخابات المبكرة في يناير 2022 التي منحته غالبية مطلقة لتضمن استقرار حكومته، واجهت حكومة رئيس الوزراء البرتغالي، أنطونيو كوستا، أزمات سياسية متتالية انتهت، اليوم الثلاثاء، بتقديمه الاستقالة إثر فضيحة فساد تتعلق بعقود في مجال الطاقة أدت إلى توجيه التهم لأحد وزرائه ومدير مكتبه.
وقال كوستا خلال مؤتمر صحافي إن “مهام رئيس الوزراء لا تتوافق مع أي شبهة تتعلق بنزاهتي. في هذه الظروف قدمت استقالتي إلى رئيس الجمهورية” مارسيلو ريبيلو دي سوزا الذي قبلها. وأضاف كوستا، رئيس الوزراء منذ 2015، “المستقبل سيعتمد على قرارات الرئيس”.
وتتعلق القضية، بحسب النيابة، بشبهات “اختلاس وفساد من جانب حاملي مناصب سياسية واستغلال النفوذ” في إطار منح تراخيص لاستكشاف الليثيوم وإنتاج الهيدروجين.
وقال المدعي العام في بيان، اليوم الثلاثاء، إنه خلال التحقيق “ذكر المشتبه بهم اسم رئيس الوزراء وسلطته”، مضيفا أن هناك شبهات بأنه تدخل شخصيا “لحلحة إجراءات” في إطار هذه القضية وسيكون أنطونيو كوستا “موضع تحقيق مستقل”.
وفي كلمته أمام الصحافيين قال كوستا إنه “فوجئ” بفتح هذا التحقيق.
وخضع المقر الرسمي لرئيس الوزراء البرتغالي وكذا مقري وزارتي البيئة والبنيات التحتية، صباح اليوم الثلاثاء، لعملية تفتيش من طرف مصالح جهاز الأمن العام.
ووفقا لصحيفة بيبليكو البرتغالية، “فقد تم بالفعل إلقاء القبض على مدير ديوان رئيسا الوزراء، فيتور إسكاريا، ومستشاره وأحد الأصدقاء المفضلين لديه”، ديوغو لاسيردا ماتشادو، بالإضافة إلى رئيس بلدية سينيس، الاشتراكي نونو ماسكارينهاس، فضلا عن مسؤولين آخرين بمقاولات معنية باستخراج هذه المعادن.
وبحسب نفس المصدر، فإن من بين المستهدفين بهذا التحقيق يبرز أيضا اسم وزير البيئة دوارتي كورديرو، والوزير السابق جواو بيدرو ماتوس فرنانديز، ووزير البنية التحتية جواو غالامبا، وكذلك رئيس مجلس إدارة الوكالة البرتغالية لحماية البيئة.
وكانت هذه الجمعية قد أعلنت مطلع شتنبر أنها أعطت موافقتها، في ظل شروط معينة، على مشروع ثان في البلاد لاستخراج الليثيوم، وهو معدن يستخدم في تصنيع البطاريات وضروري لانتقال الطاقة.
ويهتم المحققون بشكل أكثر تحديدا بمنح تراخيص “استكشاف مناجم الليثيوم” في شمال البرتغال، وفي “مشروع لإنتاج الطاقة من الهيدروجين” وفي “مشروع بناء” مركز بيانات من شركة Start Campus في سينيس، على بعد حوالي مئة كلم جنوب لشبونة.
وتعد البرتغال التي تملك أكبر احتياطي من الليثيوم في أوروبا، المنتج الرئيسي له، لكن إنتاجها في الوقت الحالي يستخدم بالكامل في صناعة السيراميك والأواني الزجاجية.
كما حصل أول مشروع لمنجم الليثيوم، بشروط، على ترخيص من الوكالة البرتغالية لحماية البيئة في ماي الماضي. حيث تحتج منظمات بيئية غير حكومية وجزء من السكان المحليين في هذه المنطقة الريفية على مشاريع التعدين هذه.