في تحد سافر لمبدأ “إكرام الميت دفنه”.. النظام الجزائري يبتزّ عائلة المغربي غريق السعيدية “الجثة والمال مقابل الاعتراف بموته غرقا” (وليد كبير)
لم تكن الجريمة النكراء التي راح ضحيتها الشاب المغربي عبد العالي ميشور بعدما قتلته البحرية الجزائرية رميا بالرصاص، إلا فرصة قدمها القدر لنظام العسكر كي يكشر من جديد عن أنيابه تجاه عدوه الكلاسيكي المغرب، ولو تطلب الأمر خرق القوانين والاتفاقيات الدولية ثم التنكر للمبدأ الإنساني “إكرام الميت دفنه”.
ومن هذا المنطلق، لم يخف المعارض الجزائري وليد كبير امتعاضه من حالة السعار والهيجان التي تصيب عسكر الجزائر كلما طرح اسم المغرب في أزمة أو قضية معينة، حيث لم يخجل البتة من ابتزاز ومساومة عائلة الشاب عبد العالي مشيور بشأن موضوع تسليم جثة الهالك لدفنها في المغرب، مطالبا ذويه بالتوقيع على وثيقة تثبت اعتراف العائلة بأن نجلها توفي غرقا في البحر مقابل تسليم الجثة، بينما واقع الحال يؤكد أن الفقيد قضى نحبه برصاصتين واحدة في الظهر وأخرى استقرت في رأسه، ثم اشتراطه دفعهم مبلغ 40 مليون سنتيم من أجل تسليمهم الجثة إما عن طريق فتح حدودها البرية أو على متن رحلة جوية تمر عبر تونس أو فرنسا.
وفي موضوع مغاير، توقف الناشط الجزائري عند تصريحات الصحافي المغربي الراحل مصطفى العلوي التي وصفها ﺑ “درس في الصحافة”، وهو يسرد تجربته في المجال حينما كتب ذات مرة عن لقاء جمع بين الراحل المغفور له الملك الحسن الثاني وأقطاب الكتلة الوطنية بمدينة إفران من أجل التباحث حول تشكيل الحكومة، وأن الحاضرين وقتذاك أقسموا على المصحف الشريف، بطلب من الملك، بعدم إفشاء مضمون اللقاء. لكن الخبر نزل على هيئة مقال مقتضب بجريدة “الأسبوع الصحفي”، وما أن تناهى الموضوع إلى مسامع الحسن الثاني حتى طالب كاتبه بالإفصاح عن مصدره، فما كان من مصطفى العلوي إلا أن أخبر عاهل البلاد آنذاك أن الحفاظ على سرية المصادر كانت وصيته له بمراكش.