من قلب عاصمة بوروندي.. المغرب يرفع شعار “المقاربة المتعددة الأبعاد” لكسر شوكة الإرهاب بالقارة الإفريقية

بعدما صار الإرهاب يكشر أنيابه أكثر فأكثر بالقارة السمراء، فقد أصبح لزاما التعاطي مع الظاهرة بكثير من الجدية والتفاعل الفوري لوضع حد للنزيف البشري المرتب عنها.

ومن هذا المنطلق، أعربت المملكة المغربية خلال مشاركتها في اجتماع لمجلس الأمن التابع للاتحاد الإفريقي المنعقدة أشغاله بمدينة بوجمبورا ببوروندي، (أعرب) عن ضرورة إرساء مقاربة متعددة الأبعاد بغاية التصدي الأمثل للمد الإرهابي بإفريقيا.

وبذات المناسبة، شدد المغرب ممثلا في وفده المشارك في الاجتماع المذكور مطلع الأسبوع الجاري، على أن هذا النهج من شأنه انتشال ساكنة الدول الإفريقية من براثن الإرهاب والتطرف العنيف، الذي دفع شريحة كبيرة منهم للارتماء في أحضان النزوح عبر الحدود، هربا من جحيم الاقتتال تحت يافطة التطرف الديني. ومن منظور أمني بحث، أضحى الوضع يشكل عبئا كبيرا على هذه البلدان الإفريقية التي تتخبط بين سندان الإرهاب وتوجس شعوبها منه.

ولمواجهة هذا التهديد بشكل فعال، ذكر الوفد المغربي بالأهمية الحيوية للإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية في مكافحة والوقاية من التهديدات الأمنية التي تواجهها القارة بشكل خطير، والتي تعيق باستمرار تحقيق الأهداف الرئيسية لأجندة 2036 للمنظمة الإفريقية، وكذا أهداف التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة.

وشكل هذا الاجتماع مناسبة للوفد المغربي لإبراز الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، والجهود التي يبذلها من أجل تحديد وتحليل والوقاية بشكل أفضل من التهديدات الإرهابية، لاسيما في إفريقيا، مجسدا بذلك العمل الإفريقي المشترك في مواجهة التهديد الإرهابي.

وأمام الخطر الذي يمثله الإرهاب بالنسبة للبلدان الإفريقية، أكد المغرب على الحاجة الملحة لتبني مقاربة شمولية متعددة الأبعاد، تقوم على ثلاثية السلم والأمن والتنمية، لمحاصرة هذه التهديدات الخطيرة وتعزيز استجابة فعالة ومندمجة تأخذ بعين الاعتبار الانشغالات الأساسية للمواطن الإفريقي، من أجل بلوغ أهداف التنمية البشرية وتحقيق السلم والأمن والاستقرار، ودعم الاندماج الاقتصادي الإقليمي على أساس مبدأ رابح-رابح.

وفي إطار التعاون بين المملكة والبلدان الإفريقية، جدد الوفد المغربي التأكيد على استعداد المغرب لتقاسم تجربته المعترف بها دوليا والتي تحظى بالإشادة، مع البلدان الإفريقية الصديقة في حربها ضد هذه الظاهرة التي تعيق مسارها التنموي.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى