الجزائر/هشام جيراندو.. مهما حاول عبثا الهرب منها فإن مقر سفارتها بمونتريال يُحاذي متجره!!! (بالدليل)

كنا نعتقد، والجغرافية المغاربية حَكَمُنَا في معتقدنا ذاك، أننا الأقرب مسافة إلى جيراننا الشرقيين، والأبعد قلبا وقالبا عن دولة تُقيم اعتبارا لأي شيء إلا لمبدأ الجيرة الحسنة والعروبة المشتركة. لقد أسئن التقدير ونحن نشير بأصبعنا لبلاد “هك” على أنها تهتم لاختراقنا تقليديا عبر المعبر الحدودي “جوج بغال” فيما مضى، والذي صَدِئَتْ أقفاله حاليا من فرط الإغلاق المحكم للحدود بين البلدين.
وكان حريا بنا انتظار سنوات وعقود كي تظهر طائفة المعارضين الجدد المتواجدين بديار المهجر، حتى نفهم كيف تُخرق الدول، وكيف تُطبخ الدسائس على نار هادئة وتُوزع إلى حصص فردية على عملاء العساكر، المتواجدين في مختلف بقاع العالم حتى يعتمدوها كخارطة طريق لخلق الشوشرة حول المغرب ومساره التنموي الواعد.
فأيهما رأى النور أولا، البيضة أم الدجاجة؟ من حرص على نيل شرف القُرب من الآخر أولا؟ هشام جيراندو أم سفارة الجزائر بمدينة مونتريال الكندية؟ هل عملت سفارة الكابرانات على فتح مقر لها بالقرب من صائد السكوبات أم أن الأخير هو من أصر على فتح متجره La Maison Jerando بالقرب من ولاة نعمته ببلاد الصقيع؟!! مع أننا نعتقد صدقا أن الاحتمال الثاني هو الأقرب إلى الحقيقة حيث يتواجد متجر راعي أزياء المسؤولين الكنديين كما يحلو له وصف نفسه، على بعد 30 دقيقة تقريبا من مقر سفارة الجمهورية الجزائرية “الديمقراطية الشعبية”.
إن نقرة زر بسيطة على برامج تحديد المواقع الجغرافية والاتجاهات تُحيلنا على أن La Maison Jerando المتواجدة ﺑ 111 Rue Chabanel O Suite 301, Montréal, QC H2N 1C8, Canada، تبعد عن سفارة الكراغلة ﺑ 30 دقيقة فقط، أي ما يوازي 8 كيلومتر شرقا، وتحديدا ﺑالعنوان الآتي: 3415 Rue Saint-Urbain, Montréal, QC H2X 1X2, Canada

يا محاسن الصدف، ويا لسخرية القدر حينما نكتشف أن قربا جغرافيا ينضاف لقرب علاقاتي كان قد أبرمه العدمي هشام جيراندو مع الجنرالات بقلب هانئ ونفس مطمئنة لأنه يتواجد خارج الديار، معتقدا أن مناوراته لن تنكشف يوما وواهما أن البعيد عن العين بعيد عن “الحصلة”.
وتملصا من أي شبهة تخابر مع “العدو” وبشكل استباقي، لا يدخر هشام جيراندو جهدا في إقناعنا، بين الفينة والأخرى، بأن وطنيته المفترى عليها أكبر من أن تسمح له بالارتماء في أحضان قصر المرادية أو حتى تبني خطاباته المعادية للمملكة ولمصالحها العليا. وهو ما وقفنا على بعض من تفاصيله، أمس الأربعاء، حينما خرج الرجل بمقطع فيديو قصير أتى فيه الجزائر من أعلى هرم السلطة وهو عبد المجيد تبون، منخرطا في تقريع واضح له ولنجله خالد تبون، الذي أنشأ AL24 News قناة الجزائر الدولية مباشرة بعد خروجه من السجن بموجب عفو رئاسي، على خلفية تورطه في تسيير شبكة دعارة وكوكايين تمتد تشعباتها إلى أوروبا. القناة المذكورة، وبحسب جيراندو دائما، أُريد لها أن تكون واجهة للطعن في المغرب عبر خلق حملات مغرضة ضده.
يقولون أن كثرة الدفاع عن النفس هو تأكيد ضمني لما يُنسب لها، وأن كثرة الحديث عن الخصال الحميدة هو افتقار لها. وهشام جيراندو المحصور بين سندان الولاء للجنرالات ومطرقة التملص “افتراضيا” من الشبهة لا يمكنه إلا أن يُناقض نفسه ويبصم على خرجات تدينه وتكشف كل مرة جانبا خبيثا في مساره الذي حرص على إخفاء تفاصيله بعناية.
وسؤال لابد منه، هل حظي التاجر هشام جيراندو بشرف إلباس موظفي سفارة الجزائر بمونتريال من أحدث صيحات بدلاته الرجالية أم لم يحن الوقت بعد لإبرام هكذا صفقة؟؟