صحيفة “العرب” اللندنية: هكذا ربح المغرب معركة الصحراء بلغة الأرقام وهذه تجليات النهضة التي تشهدها أقاليمه الجنوبيّة

كتبت صحيفة “العرب” في عدد اليوم الأربعاء 9 نونبر، مقالا تحليليا عنونته ب “الصحراء مغربية.. بلغة الأرقام”، حيث خلصت الصحيفة إلى أن الدول التي تهتم بشعوبها لا تغرق في لغة الشعارات، بل تغرق فيها تلك التي تسعى للتغطية على تقصيرها و تخلفها.

وكدلالة على إعتماد المغرب للغة الأرقام، قالت الصحيفة أن القافلة المغربية تتقدم عبر مسيرات التنمية، التي من شأنها خلق إزدهار على أرض الواقع، دون الإكثراث بمطلقي الشعارات وهياجهم الذي لا معنى له على أرض الواقع، لينتقل المغرب حسب الصحيفة من تكريس وحدته الترابية، خاصة في في ظلّ الاعترافات الدولية والعربيّة بمغربيّة الصحراء، إلى تأكيد استمرار مسيرات التنمية في إطار أوسع هو الفضاء الأفريقي.

وترى صحيفة العرب أنه من اللافت، تركيز العاهل المغربي على أنبوب الغاز  بين نيجيريا والمغرب. حيث قال الملك محمد السادس بهذا الصدد في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء : “لقد شكلت الصحراء المغربية، عبر التاريخ، صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الأفريقي. إننا نسعى، من خلال العمل التنموي الذي نقوم به، لترسيخ هذا الدور التاريخي، وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل، وهو توجه ينسجم مع طبيعة العلاقات المتميزة، التي تجمع المغرب بدول قارتنا الأفريقية، والتي نحرص على تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا الشقيقة. وفي هذا الإطار، بادرنا مع أخينا فخامة السيد محمدو بوخاري رئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية بإطلاق مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب. ويسعدنا اليوم، أن نسجل التقدم الذي يعرفه هذا المشروع الكبير، طبقا للإطار التعاقدي، الذي تم توقيعه في كانون الأوّل – ديسمبر 2016. وتشكل مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا، بالرباط، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وفي نواكشوط مع موريتانيا والسنغال، لبنة أساسية في مسار إنجاز المشروع”.

ووفق ذات الصحيفة فإن تجاهل الملك محمد السادس للحملات التي إستهدفت المغرب بما فيها المضايقات التي تعرض لها    الوفد المغربي إبان القمة العربية المنعقدة من طرف الجزائر، ما هو إلا دليل على قوة المغرب و دى ضعف النظام الجزائري وشعاراته الواهية التي عفا عليها الزمن  والتي حسب الصحيفة  تعبر عن الخوف من تسمية الأشياء بأسمائها.

وأردفت ذات الصحيفة أن نجاح المسيرة الخضراء في تكريس مغربيّة الصحراء إلى تأكيد نجاح مسيرات التنمية التي تخدم أهل الأقاليم الجنوبية، هو إختزال للنقلة النوعية التي تحققت بفضل الملك محمّد السادس والذي استند إلى الأرقام قبل أي شيء آخر.

وأضافت صحيفة “العرب” لغة الأرقام لا تخطئ، فتخصيص ميزانية بغلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم من أجل برنامج  تنموي، يهدف الى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية، إضافة الى إنجاز الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، وكذا إلى تقوية شبكات الاتصال وتوسيعها، و كذا  الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة، هذا غير استغلال الثروة السمكيّة وتحويل منتوجات الصيد البحري وخلق الآلاف من فرص العمل لأبناء المنطقة لا يمكن إلا ان يقول لنا ان المغرب قد ربح معركة الصحراء ليس سياسيا وإقتصاديا و عسكريا فقط بل ربحها بلغة الأرقام.

وقالت صحيفة العرب أنه للتأكّد من ربح المغرب لمعركته يكفي فقط إجراء مقارنة بين النهضة التي تشهدها أقاليمه الجنوبيّة، وهي نهضة محورها الإنسان المغربي قبل أي شيء آخر من جهة، وبؤس الصحراويين الذين يحتجزهم النظام الجزائري في تندوف من أجل تحويلهم إلى إرهابيين حاقدين من جهة أخرى. مثل هذه المقارنة تقول كلّ شيء وهي الفارق بين لغة الأرقام والشعارات الفارغة، بين ثقافة الحياة وثقافة الموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى