عبد المجيد تبون.. الرئيس الذي يتربع على عرش “الذل و الهوان” (كاريكاتير)

لا يمكن لمقال رأي واحد أن يستوعب حجم المواقف “المهينة” للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في علاقته مع الدول الخارجية و التي تستحق أن تكون موضوع دراسة نفسية واجتماعية.
فبعد مسلسل التحقير المتواتر الموجه من قبل فرنسا تجاه مقاطعتها الشمال-إفريقية السابقة، منذ عهد شارل ديغول إلى الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، و التي لا تجد أي رد فعل من الطرف الجزائري سوى “ثرثرة” لحظية يلعب بها نظام العسكر دور البطل “المزيف” قبل أن يتقهقر لهوانه، مطأطئاً رأسه، عائداً إلى بيت الطاعة دون انتظار أي اعتبار أو إشارة من الطرف الفرنسي.
و لعل الزيارة الأخيرة التي أجراها تبون إلى روسيا الاتحادية، تبقى أكبر إساءة للجزائر و الجزائريين حسب رأي عدد من المحللين و المتتبعين للشأن السياسي، فبعد فضيحة الاستقبال و ما تلاها من هفوات بروتوكولية، فقد سقط الرجل سقطة “مدوية” حينما طالب الحماية لدولته من روسيا، معتبراً إياها الضامنة لاستقلال البلاد والمؤتمنة على صونه، ضارباً بذلك عرض الحائط كل مجهودات الشهداء الجزائريين الذين ضحوا بالغالي و النفيس لتحرير وطنهم من ويلات الاستعمار.
كما أن تبون و باعترافه هذا، نسف دور الجيش الوطني الشعبي الذي لطالما تغنى بجملته الشهيرة “أقوى جيش في المنطقة”، و إذا كانت روسيا “مساهمة” بالفعل في استقلال الجزائر و حريته، فأين هي الخطابات التي تحتفي بكون دولة العسكر “قوة ضاربة”؟.
و في حلقة أخرى من مسلسل الاحتقار في هذه الزيارة، الضربة التي وجهها القيصر الروسي “بوتين” لعبد المجيد تبون لما رفض إعطاءه موقفاً صريحا من قضية الصحراء المغربية و السير معه في خطاه لغرض معاكسة الوحدة الترابية للمملكة المغربية دولياً، مفضلاً النأي بنفسه و دولته عن الدخول في تفاهات “المقاطعة الفرنسية”.
كل هذا يبرهن أن الجزائر “العسكرية” مستمرة في التخبط والانبطاح والتذلل والانكسار، و السقوط في مستنقع الأخطاء التاريخية والأخلاقية والديبلوماسية، الشيء الذي سيؤدي بها لا محالة إلى التفريط في سيادتها الوطنية و بالتالي ستصير عاجلاً أم آجلاً مرتعاً للتدخلات الخارجية.