إدريس الراضي.. الأب الذي أغرق الفيسبوك ب “البكائيات” طلباً لامتيازات تفضيلية لابنه

و أنت تقرأ منشورات إدريس الراضي الفيسبوكية، يستحيل أن تعطف عليه و هو الذي يشتكي بكرة و عشيا بالتمييز الذي يطال المعتقلين بالمؤسسات السجنية.

و إذا كان قرار عمر الراضي بالعزلة “اختيارياً”، الشيء الذي استجابت له إدارة السجن و ضمنت له فضاءاً يحفظ خصوصيته، إلا أن والده لا زال على سيرته “الأولى” بالتنديد بكون ابنه يقضي أيامه بالمعاناة في الزنزانة الانفرادية.

لم يقتنع الراضي “الأب” ببلاغات المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة الإدماج، و التي كانت في كل مرة تجد نفسها مضطرة للرد عليه و توضيح حالة ابنه، ضاربة عرض الحائط كل ادعاءاته.

تماشياً مع ذلك، حاول إدريس الراضي إعطاء أهمية بالغة أكثر من اللازم لحالة ابنه، كأنه هو الوحيد الذي يقضي عقوبة سجنية في المغرب كما أنه لا يتوانى و لو للحظة في أن يجعل منه “بطلاً” لمذكراته الفيسبوكية، متناسياً أن نجله يتواجد خلف القضبان لارتكابه جريمة يعاقب عليها القانون المغربي.

و المثير في هذا، أن هناك بعض الأصوات التي حذت حذو إدريس الراضي و صارت هي الأخرى تدين “افتراضياً” بمصادرة حق بعض السجناء في كتابة الروايات والقصص والمؤلفات، بل الأخطر من ذلك أنها ارتدت عباءة “مدير” السجن وأضحت تفتي في الكيفية التي وجب على الموظفين معاملة النزلاء بها.

و من حسن الحظ أن مندوبية السجون تفاعلت مؤخراً مع حالة السجين عمر الراضي مثله مثل باقي السجناء، لأن هذه المساواة هي التي كشفت لنا بأن الزنزانة الانفرادية لم تكن عقوبة ولا تمييزا سلبيا وإنما منحة ومكسبا وتمييزا إيجابيا لهذا الصحفي المعتقل، كما أدركنا كذلك بأن مطالب تحسين شروط الاعتقال التي كان يرفعها الراضي الأب إنما كانت مطالب فئوية وخاصة تخفي وراءها ملتمسات تمييزية وإقصائية ضد باقي السجناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى