ربيع الأبلق يهدد: ندير لي بغيت وما دويوش معايا ولا نحرق راسي

بعد إدانته بالحبس النافذ على خلفية إخلاله بالاحترام الواجب للمؤسسة الدستورية العليا المنصوص عليه في القانون، خرج ربي الأبلق يوم أمس الإثنين، في بث مباشر على حسابه في “فيسبوك” يهدد بحرق نفسه.

منطق معروف في العامية المغربية بـ”شدوني ولا نطيح”. وفي رواية أخرى: “ما دويوش معايا ندير لي بغيت… ولا نحرق راسي”.

فكيف لشخص يدعي مطالبته بدولة الحق والقانون، وهو أول من يخرق القانون؟ كيف لشخص يدعي مطالبته بالحرية وهو أول من يعتدي على حرية الآخر؟ وكيف لنا الوثوق في سلمية شخص كان بالأمس القريب يحرض على استعمال العنف ضد مؤسسات الدولة وموظفيها؟ وكيف لمن يساندون هذا الشخص بدعوى حرية التعبير، بينما بمجرد الاختلاف معهم أو مناقشتهم يسارعون إلى الاجتجاج والمتابعات القانونية تحت ذريعة التشهير بهم؟

إن تحدي الأبلق للقضاء عبر التهديد بإحراق جسده وتحويل نفسه إلى “بوعزيزي آخر” في حالة تنفيذ الحكم، لا يدخل في باب “الابتزاز” فقط وإنما هو الجنون بعينه، بل أكثر من ذلك فهو اعتراف واضح منه بالجحود، حيث أنه كان قد استفاد من دعم مادي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتأسيس مشروع له بعد استفادته من عفو ملكي.

وعلى الجميع ممن يدعون الإيمان بقيم حرية التعبير، أن يعوا أن الأخيرة تنتهي عند المساس بالآخرين أو التطاول عليهم، وتنتهي أساسا عندما يكون فيها إخلال بالاحترام الواجب تجاه ثوابت الأمة المنصوص عليها حتى في قوانين أعتى الديمقراطيات، ولا يجب على الإطلاق تبرير ما لا يبرر ما دام الفعل المرتكب يدخل تحت طائلة المساءلة القانونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى