الصحفي حميد المهداوي.. وراء كل حنجرة تصدح زَعْمًا ﺑ “واك واك الحق” متسلق تَوَّاقْ للاغتناء على ظهر المغاربة

من منا لا يتذكر الخرجات الاستعراضية التي كان يقوم بها حميد المهداوي، المحسوب على الجسم الصحفي، حين كان يطلق ساقه للريح في مسيرة على الأقدام من الرباط إلى القنيطرة إبان 2017، لملاقاة البسطاء من المغاربة ممن توسموا فيه خيرا واعتبروه آنذاك “كونان” الإعلام المغربي لأنه يفضح الفساد. وكيف يغيب عن ذاكرتنا صوته النشاز وهو يصرخ ملأ حنجرته على وسائل التواصل الاجتماعي منتقدا السياسات العمومية أو أداء حكومة عزيز أخنوش “الملايرية” بحسبه. ومن منا قد ينسى لحظة مغادرته سجن تيفلت عام 2020، بعدما قضى داخل أسواره ثلاث سنوات، وصرح وقتذاك لرجال الصحافة قائلا: “دخلت للحبس راجل وخرجت منو راجل ونص”.
هي وإن كانت جملة بسيطة في تركيبتها إلا أنها عميقة في معناها وأبعادها الأخلاقية، وقلنا حينها أن الرجل لربما انخرط في مراجعة فكرية تُعِينُهُ على تأدية مهنة المتاعب بما يتوافق وأخلاقياتها. ومرت السِنُونْ وصار المهداوي “هضراوي” يطل علينا يوميا على منصة اليوتوب لتقديم قراءته “اللامحايدة” للسياسات العمومية، مستفيدا من شساعة المنصة الرقمية وما تتيحه لمستعمليها من أريحية في الضرب فوق وتحت الحزام دون حسيب أو رقيب. وشيئا فشيئا أفرج المعني بالأمر عن توجهه الحقيقي والذي لا يختلف في شيء عن أصحاب الفكر المتسلق ممن يأكلون الغلة ويسبون الملة، ثم يجتمع في حضرتهم الصديق والعدو.
وحتى لا يُحْسَبَ طرحنا أعلاه مجرد “كلام جرايد” ونحن ننتسب لمهنة تفرض علينا البحث والتقصي قبل التلفظ بكلمة، فالزميل حميد المهداوي أصبح اليوم من عِلِيَّةِ القوم و”الناس الألبة” ممن أنعم عليهم الزمان ببحبوحة من العيش على هيئة ضيعة فلاحية ضواحي تيفلت. أي على بعد 64 كيلومتر من العاصمة الرباط.
“الله يجعلها عتبة مباركة” لاسيما وأن السي المهداوي يستعد لبناء فيلا ومسبح ثم إسطبل داخل ضيعته اللهم بارك. وإذ الحال كذلك، فقد أصبح عَصِيًّا علينا إقناع أبناء المهنة بالقول الدارج “الصبر كيضبر” فقد برهن لنا صاحب الموقع الإخباري “بديل” أن الصبر يُؤْتِي أُكْلَهُ ولو بعد حين وأن ثماره تستحق الانتظار وتبني منطق “أنا مع الجهة الرابحة” يرفع من شأن أحدهم.
ليس حسدا ولا استكثارا لنعمة في يد الغير، ولكن بأي معنى اليوم يمكن الحديث عن مجاورة صحافي لأصحاب المال والأعمال باقتنائه لأرض مخصصة لضيعة فلاحية، في وقت يعاني أبناء المهنة الأمرين لقاء امتلاك شقة سكنية برواتبهم العادية؟؟. السؤال يطوي في ثناياه أسئلة عديدة من قبيل، هل ضَمِنَ حميد المهداوي قبر الحياة في المدينة وخَلُصَ إلى فائض في السيولة حمله إلى الاستثمار في العقارات الفلاحية خارج المدار الحضاري؟؟ إذن على السادة الزملاء أن يُنْتِجُوا حوارات ساخنة تنهل من مَعِينْ “حمام العيالات” اقتفاء لآثار الزميل المهداوي في مراكمة الثروة ودخول نادي الأغنياء بكل يُسْرْ.
وعلى أي حال، نَعِدُ حميد المهداوي بأن نمارس الرقابة الذاتية على عقولنا حتى لا نسمح لها بأن تزيغ بنا في مسارات متشعبة تخص مصادر أمواله وعقاراته. وإحقاقا للحق، نرى لزاما عليه أن يمنح مايسة سلامة الناجي نصيبها من الحلقة التي حلت فيها ضيفة عليه حتى يبارك له الرحمان في “رزقه”.